من المجموعات القصصية التى تستحق الإشادة مجموعة "تأكل الطير من رأسه" للكاتب والقاص مصطفى زكى، والصادرة عام 2014، عن دار العين للنشر، وهى عبارة عن مجموعة قصصية عميقة بمعانيها وفلسفتها وغموضها وخيالها، يأخذك الكاتب فى كل قصة من هذه القصص لعالم آخر يجعلك تعيش معه اللحظة يضع المشكلة والحل فى قالب هذه القصص ويخاطب المشاعر بحروفه وتعود بك بعض القصص الى القصص القديمة.
ومن أجواء المجموعة: "هل يحلم الموتى؟ هل نأتيهم فى أحلامهم، فيهبُّون فزعين، ليجدوا أنفسهم ما زالوا فى لحدهم المظلم الضيق! يتذكروا حياتهم السابقة، ويتذكروا أشياء كانوا قد نسوها. هل يحلمون؟ أموت ثم أعود ثانية؛ لأموت بعدها مرة أخرى.. وفى كل مرة أراهم فى الحلم أمامي، أراهم وأسمع صيحات ديك بعيد تدوِّى فأعرف أننى لم أمت، وأننى مستيقظ أهذي".
وبحسب الكاتبة حنان فاروق، اختار الكاتب عامدًا متعمدًا فكرة السجن كفكرة محورية تدور حولها أغلب القصص وإن لم يكن ظاهريًا لكنه تنوع بتنوع الحالة من سجن روح لسجن خيال لمعتقل لسجن فكرة لسجن الحياة والموت والناس.
ويتنوع شكل السجن ولا تتنوع روحه أو يختلف جوهره.. السجن قاتل.. يغتال الناس ببطء ويلوكهم بتلذذ ثم يلقى ببقاياهم إلى سلة المهملات والحرية فى النهاية هى الكنز المفقود الذى قد يبحث عنه المسجون وقد يرفض أن يجده ليظل دائرًا فى فلك سجنه... هناك قصص بعينها كانت أكثر أكثر من رائعة.. مثل فراشات سفر التكوين.
يذكر أن مصطفى زكى قاص من مواليد الإسكندرية حاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة، جامعة الإسكندرية. صدرت له ثلاث مجموعات قصصية "مشهد من ليل القاهرة" 2011، "تأكل الطير من رأسه" 2014 والتى فازت بجائزة ساويرس الثَّقافية فى عام 2015، و"مسيح باب زويلة" 2019.