واحد من أبرز شعراء الحركة الرومانتيكية الإنجليزية المهمين خلال القرن التاسع عشر، هو الشاعر جون كيتس، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 23 فبراير من عام 1821م، بعد أن مر بالعديد من الأزمات والمحن، ورغم قسواتها إلا أنها جعلته شاعرًا مهمًا.
كانت أول الأزمات التى تعرض لها الشاعر وهو فى سن الثامنة من عمره، عندما رحل والده، لتتزوج والدته بعدها بشهرين فقط وهى الأزمة الثانية التى تعرض لها "كيتس"، لكن تعود والدته مرة أخرى لتعيش معه قبل رحيلها، وهو ما جعله يحزن حزنًا كبيرًا، لكن استطاع التغلب على هذا الحزن بكتابة الشعر.
وبالفعل ظهرت موهبته الشعرية على الساحة الأدبية، لكن استقبلها النقاد بهجوم كبير، ما جعله يشعر بالتجاهل والاحتقار من قبل الآخرين، وهو ما جعله لم يعد يثق بأى إنسان، ورغم ذلك يعد كيتس اليوم من أكثر الشعراء دراسة، حيث أصبحت سلسلة الأغنيات القصيرة التي كتبها تحفاً فنية، والتى ما تزال من أكثر قصائد الشعر الإنجليزي انتشارًا، وتعتبر رسائل "كيتس" عن نظريته الجمالية في القدرة السلبية أكثر الرسائل المحتفى بها لأي كاتب، وقال عنه الناقد الإنجليزي ماثيو أرنولد :" إنه مع شكسبير فى الصف الأول من الشعراء".
ورحل الشاعر جون كيتس عن عالمنا بعد أن اشتد عليه المرض، وكانت وصيته قبل أن يرحل عن يدفن تحت شاهدة قبر لا تحمل أى اسم أو تاريخ، فقط تكتب الكلمات التالية: "وهنا يقبع شخص اسمه مكتوب على الماء"، وتم دفنه بالفعل كما طلب بروما.