الوليد بن عبد الملك الأول الأموىالقرشى، المعروف بأبو العباس، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 23 فبراير من عام 715م، وهو الذى أنشأ جامع بنى أمية، ومسجد النبى محمد وزخرفه.
بويع الوليد بن عبد الملك بولاية العهد أيام أبيه عبد الملك بن مروان، ثم أخذت له البيعة بالخلافة بعد وفاة والده سنة 86 هـ\705 م، ترك الخليفة عبد الملك بن مروان لابنه الوليد دولة مستقرة موحدة بعد أن بذل جهدا كبيرا فى توحيدها واستقرارها، فكانت أيامه حافلة بالمنجزات فى تاريخ الدولة الأموية، لما تم فى عهده من إصلاحات داخلية عظيمة وفتوحات إسلامية موفقة.
كما عمل على الاهتمام بشئون بلاده فأمن طرق الدولة فى مختلف الاتجاهات من دمشق إلى الحجاز وإلى أفريقية وإلى كل الاتجاهات كما حفر الآبار على طول هذه الطرق، ووظف من يعنى بهذه الآبار ويمد الناس بمياهها.
أول من أقام المستشفيات فى الإسلام وحجز المجذومين وأجرى لهم الأرزاق فى دمشق (88 هـ / 707 م) على نفقة بيت المال وجعل حق العلاج فيه لكل مريض فقيرا كان أو غنيا، مسلما كان أو ذميآ وقدم المعونة والمساعدة للمحتاج واقام دور الرعاية، وأعطى لكل أعمى قائدًا ولكل مقعدًا خادما، يتقاضون نفقاتهم من بيت المال فى دمشق، وتعهد الأيتام وكفلهم ورتب المؤدبين، وأقام بيوتا ومنازل لإقامة الغرباء.
واهتم بالعمران فى مدن الدولة الأموية وفى عاصمتها دمشق وأنشأ الطرق بخاصة الطرق المؤدية إلى الحجاز والجزيرة واهتم بالعمران وبيوت الرعاية ومن آثار الوليد الخالدة فى العمارة الجامع الأموى بدمشق وكان يعد من عجائب الدنيا، ومن آثاره عمارة المسجد النبوى والمسجد الأقصى الذى بدأ به أبوه، للوليد الكثير من المحاسن فى العدل وتوحيد المسلمين وبناء الدولة بكل عظمتها.
فى عهد الوليد بن عبد الملك تم لأول مرة نقل "أعمدة الرخام" من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد فى مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية رواقًا دائرًا على حافته، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب.