كان الكولومبى بابلو اسكوبار "1949- 1993" واحدا من أشهر الشخصيات العالمية فى النصف الثانى من القرن العشرين، وذلك بسبب أعماله الإجرامية وتجارته للمخدرات، ولكن هناك جانب آخر يتعلق به هو حديقة الحيوان التى كان يمتلكها.
يقول موقع News landed إن بابلو اسكوبار أراد امتلاك وبناء عدد من الأشياء التى يحلم بها، وكان أحد هذه الأحلام امتلاك مجموعة من الحيوانات تم استيرادها من مختلف أنحاء العالم، وكان ضمن هذه المجموعة أفراس نهر تم إحضارها من القارة الإفريقية لعرضها فى حديقة الحيوانات، ولكن تضاعفت أعداد أفراس النهر هذه وانتشرت عبر نهر ماجدالينا الرئيسى فى البلاد، وتسبب وجودهم فى تأثير بيئى خطير، ولذلك أشارت دراسة حديثة إلى أن أعدام هذه الحيوانات قد يكون الخيار الوحيد الذى تملكه الحكومة لحماية البيئة المحلية.
وتابع الموقع ما قاله أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة إنهم يشعرون بالأسف تجاه الحيوانات، لكن كعلماء، يجب أن يكونوا صادقين.
وبدأت مشكلة أفراس النهر تظهر عندما استولت السلطات على أملاك بابلو اسكوبار وحديقته "هاسيندا نابولى" بعد وفاته مباشرة، وتم توزيع الحيوانات على حدائق الحيوان فى جميع أنحاء البلاد، ولكن ليس أفراس النهر، ذلك لأنه كان من الصعب نقلهم، وبالتالى فقد بقوا فى المكان معتقدين أنهم سيموتون فى غضون سنوات قليلة، ولكن الغريب أن الحيوانات تضاعفت إلى نحو 120 حيوانا، ويضيف أحد الأطباء البيطريين المحليين أنه أكبر قطيع من فرس النهر خارج القارة الأفريقية.
يضيف العلماء أن الأعداد قد تصل إلى 1400 بحلول عام 2034 وهذا كله ينحدر من ذكر وثلاث إناث، أعدادهم فى تزايد سريع لأنه لا يوجد لديهم أى مفترسات طبيعية فى كولومبيا والظروف المناخية تفضل تكاثرها أيضًا.
وعلى الرغم من أن العلماء يقولون إنهم يمكن أن يتسببوا فى دمار بيئى كبير فى كولومبيا، فإن البعض ضد فكرة إعدامهم، ويضيف بعض علماء الأحياء أنهم يعرضون الأمل فى الحفاظ على تعداد فرس النهر فى العالم حيث يعتبرهم الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة (IUCN) عرضة للخطر، لذلك، يقترحون أن التعقيم يمكن أن يكون وسيلة فعالة للسيطرة.، لكن هذه ليست طريقة أسهل للقيام بذلك لأن وزنها ضخم يبلغ 5 أطنان، ولذا فهم بحاجة إلى مساعدة من المهدئات والرافعات لإجراء العملية. علاوة على ذلك، يمكن أن تصل تكلفة هذا الإجراء إلى 50000 دولار، ويظهر البيان الرسمى أن أربعة حيوانات فقط خضعت للإجراء بين عامى 2011 و 2019. هذا الإجراء له أيضًا عيبه الخاص حيث لا يمكن تعقيم الحيوانات التى تعيش فى أعماق البرية.
ويضيف الموقع، أنه بخلاف العلماء، يعارض شعب كولومبيا بشدة قتل هذه الحيوانات، وبعد نشر الدراسة لإعدام أفراس النهر، تلقى أحد المؤلفين الرئيسيين تهديدات بالقتل.