لم يكن الكرش مضطهدا دائما، ففى الأزمنة القديمة كان جزءًا دالا على مكانة الرجل فى قبيلته، كما كانت المرأة الممتلئة الضخمة هى الجميلة فى بيئتها، كذلك فإن الأمثال الشعبية احتفظت بهذه النظرة ولا تزال تفعل ذلك.
الكرش فى العصور القديمة
تكشف الآثار عن صورة السمنة ودورها فى العصور القديمة، ومن أشهر القطع الأثرية التى تصور السمنة فى السجل الأثرى زهرة ويلندورف، إحدى التحف الزهرية المشهورة فى مناطق العصر ما قبل الحجرى -50,000 إلى 10,000 سنة مضت- فى أوروبا ووسط آسيا.
زهرة ويلندورف المكتشفة فى النمسا عام 1908 هى تحفة بطول 11 سنتيمترًا تمثل حجرًا كلسيًا منحوتًا ومزخرفًا بصباغ أحمر مؤرخة بما بين 25,000 و27,000 سنة مضت.
الجسد مفصل وصحيح تشريحيًا، لكن الوجه والرأس كانا مغطيين بقبعة مخيطة لكى لا يكون الوجه مرئيًا.
وخلال القرن الماضي، كانت زهرة ويلندورف تفسر بأنها آلهة الخصوبة، لعبة أو أداة تعليمية للأمهات المرتقبات.
كذلك فإن منحوتة من جواتيمالا تعرف بالسيد السمين والضفدع، تعود إلى 700 سنة قبل الميلاد، كان من البديهى كونه شخصية مميزة، فالناس الأقل شأنًا لم تُحفر صورهم فى أحجار كريمة.
المرأة فى شعر قبل الإسلام
من الواضح أن شكل الجسد كان هو الغالب على قول الشعراء، لكنه أى جسد هذا الذى يفتن رجلا يعيش حياته فى الصحراء باحثا عن صيد، إنه ذلك الممتلئ المثقل يقول النابغة الزبياني:
والبطن ذو عُكنٍ لطيف طيّه والنحر تنفجه بثدى مقعد
"العكن: ما انطوى وتثنّى من لحم البطن سمناً، النفج: الفخر والكبرياء"
بينما يقول الشاعر الأعشى فى معلقته الشهيرة التى يبدأها بقوله "ودع هريرة" ما معناه أنها ممتلئة حتى يكاد الجسد أن يتفتق ويعتبر ذلك من صفاتها الجميلة، التى توضح مدى الحياة المرفهة التى تعيشها حبيبته، يقول:
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها/ تمشى الهُوينا كما يمشى الوجى الوحل
ويقول أيضا:
تمشى فتثقلها روادفها/ فكأنها تمشى إلى خلف
أشهر الأمثال الشعبيةعن الكرش
"الرجل بلا كرش كالبيت بلا عفش".
"الرجل بلا كرش لا يساوى قرش".
"الكرش يجلس الرجل على العرش".
"الكرش هيبة وعز".
"قبل ما تسألى عن قرشه، اسألى عن كرشه".
"من قرشك اعمل كرشك".
"الثقل مو بالشخصية الثقل بالكرش".
"الكرش غرارة وربطاها العقل".
"منين تشبع الكرش، تقول للراس غنى".