تمر اليوم الذكرى الـ 72 على توقيع "اتفاقية رودوس" للهدنة بين العرب وإسرائيل فى جزيرة رودوس فى 24 فبراير عام 1949م، وذلك بعد نحو عام من إعلان دولة الكيان الصهيونى إسرائيل فى مايو من عام 1948م.
وكانت من النتائج التى ترتبت على الحرب الصهيونية العربية، والنتائج التى ترتبت من احتلال مساحة كبيرة من الأراضى العربية فى فلسطين وإعلان دولة "إسرائيل"، وقعت عدد من الدول العربية المتحاربة مع إسرائيل ما عدا العراق، على اتفاقيات هدنة، اشتهرت باسم (اتفاقية رودس).
ووقعت كل دولة على الاتفاق بشكل منفصل، بدأت بالتتابع وفى ذات العام بمصر فى تاريخ 24 فبراير 1949، ثم لبنان فى تاريخ 23 مارس، ثم الأردن فى تاريخ 3 إبريل، وآخرها 20 يوليو 1949.
وبدأت المفاوضات فى جزيرة رودس اليونانية، بواسطة الأمم المتحدة بين العدو الصهيونى من جانب، وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر، تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو1949، وفيها تم تحديد ما يسمى بالخط الأخضر.
وقد وقع من الجانب المصرى العقيد محمد سيف الدين والعقيد محمد الرحمانى، وعن الجانب الإسرائيلى وقع والتر إيتان وإلياهو ساسون، وحلت هذه الاتفاقية محل اتفاقية وقف إطلاق النار.
وتضمنت هذه الاتفاقية اثنتى عشرة مادة وثلاثة ملاحق، وقد نصت الفقرة الرابعة من المادة الأولى على أن عقد هدنة دائمة بين قوات الطرفين يقبل على أنه خطوة لا غنى عنها فى سبيل تسوية النزاع المسلح وعودة السلم إلى فلسطين.
وحددت الاتفاقية أيضاً فى مادتها السابعة تحديد مناطق يتم تخفيض عدد القوات فيها من الطرفين، فيما حددت المادة الثامنة مناطق معزولة السلاح، وكانت هذه الاتفاقية نموذجاً تم الاقتداء به فى عمليات التفاوض بين لبنان وإسرائيل والأردن وإسرائيل بأوقات لاحقة.
وجعلت إسرائيل من هذه الاتفاقية مرجعية تفاوضية مع أطراف عربية أخرى، ولكن من الغريب أن إسرائيل ذاتها لم تلتزم بها وقامت بخرقها حينما قامت بالعدوان على غزة فى مارس من العام ذاته، بل انهارت الاتفاقية كلها عملياً مع مشاركة إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956م، بل تم نسف الاتفاقية تماماً من قبل إسرائيل حينما قامت بعدوان يونيو عام 1967م والذى على إثره احتلت غزة وسيناء.