قال المفكر والأديب الكبير يوسف زيدان، إن رواياته الأدبية عن الشخصيات التاريخية هى رد على تمجيد الشخصيات الدموية فى التاريخ مثل صلاح الدين الأيوبى، وآخرون "صيع" يتم التأريخ لهم، موضحًا أنه لا توجد أى شروحات تذكر عن ابن سينا منذ وفاته حتى عصر ابن النفيس، كاشفًا عن أن روايته المقبلة ستكون عن الأخير، مشددًا على أن التراث ليس الحديث عن الفقهاء فقط، فالعالم يحترمنا لعلمائنا مثل البيروني، ولهذا خرجت روايته عن ابن سينا.
وأضاف "زيدان" خلال حفل توقيع أحدث أعماله الروائية "حاكم.. جنون ابن الهيثم" بمكتبة مصر الجديدة، أن ابن سينا لم يأتِ إلى منطقتنا، لكن الحسن ابن الهيثم كان يعيش هنا، هذا العبقرى الذى غير تاريخ البشرية، وقلب الطاولة على كل علماء الطبيعة فى عصره، وكان سببًا فى اختراع النظارات، وأوجدت أفكاره ثروة فى الفكر الأوروبي، لكننا لا نقدره ومن "خيبتنا التقيلة" لا نعرف مكان دفنه إلى الآن.
وتابع يوسف زيدان، أن الحاكم بأمر الله، لم يكن مجنونا، ولم يمنع الملوخية بسبب جنانه، لكن منعها بسبب تراشق فقهى بين السنة والشيعة، موضحًا أن الحاكم هو من استدعى ابن الهيثم لمصر، وخرج لاستقباله خارج القاهرة، ومن حينها لم يحترم أى حاكم عربى عالم أو أديب ويستقبله حتى لو حققوا جوائر كبرى مثل نجيب محفوظ وأحمد زويل.
ولفت "زيدان" إلى أن رواية "حاكم" هى جزء من ثلاثية تاريخية أدبية الأولى كانت ابن سينا، والقادمة ستكون عن ابن النفيس، والترتيب جاء على حسب الحقب الزمنية لكل عالم منهم.