تمر اليوم الذكرى التاسعة على رحيل أول وزير ثقافة الدكتور ثروت عكاشة، والذى رحل عن عالمنا فى السابع والعشرين من فبراير 2012، كان ضابطًا بالقوات المسلحة، ورئيس تحرير مجلة التحرير بعد ثورة يوليو، وكان ملحقًا عسكريا بالسفارة المصرية فى بون ثم باريس ومدريد، وسفير مصر فى روما فى نهاية فترة الخمسينيات، ثم عين وزيرًا للثقافة والإرشاد القومى حتى 1962، ورئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
ولد عكاشة فى 1921م بالقاهرة، يتمتع بمشوار طويل تولى خلاله العديد من المناصب السياسية والأدبية فى الفترة الناصرية، تخرج من الكلية الحربية سنة 1939م، كما درس فى كلية أركان الحرب خلال الفترة من 1945 وحتى 1948، ثم حصل على دبلوم الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1951م، وعلى درجة الدكتوراه فى الآداب من جامعة السوربون بباريس سنة 1960م.
ثروت عكاشة بدأ حياته العملية كضابط بالقوات المسلحة، وعقب ثورة يوليو عام 1952م تم تعيينه كملحق عسكرى بالسفارات المصرية فى ألمانيا الغربية وفرنسا وإيطاليا، وتولى عكاشة حقيبة وزارة الثقافة والإرشاد القومى سنة 1958 كأول وزير للثقافة واستمر بها حتى 1962م، تميز ثروت عكاشة على المستوى الأدبى والثقافى، فتولى رئاسة تحرير مجلة "التحرير"، ثم أصبح رئيساً للمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1962م.
وفى عام 1966م شغل عكاشة منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة، كما كان نائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية، ثم مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية سنة 1970م.
وكان الراحل ثروت عكاشة عضواً فى العديد من الهيئات منها المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو بباريس والمجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية، كما كان أستاذ زائر بالكوليج دو فرانس بباريس عام 1973م، وانتخب زميلاً مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية فى 1975م، ورئيساً للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس منذ 1990م وحتى 1993م.
كما اهتم عكاشة بالفن على المستوى العام والفن التشكيلى بوجه خاص، ومن أبرز مؤلفاته فى سلسلة "العين تسمع والأذن ترى، مذكراتى فى السياسة والثقافة، الفن والحياة، إعصار من الشرق، القيم الجمالية فى العمارة الإسلامية".
وحصل ثروت عكاشة على العديد من الجوائز منها وسام الفنون والآداب الفرنسى عام 1965م، ووسام اللجيون دونير عام 1968م، وحصل على الميدالية الفضية لليونسكو تتويجاً لإنقاذ معبدَى أبو سمبل وآثار النوبة، والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970م، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية فى العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995م ، وجائزة مبارك فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002م.