كيف فكر ثروت عكاشة في إنشاء قصور الثقافة وما الهدف منها؟

لم يكن الدكتور ثروت عكاشة مجرد وزير للثقافة، فقد ترأس الوزارة فى حقبة مهمة من تاريخ البلاد وذلك فى ستينيات القرن العشرين، وكان مفكرًا ومثقفًا موسوعيًا، قاد بفكره ورؤيته المنفتحة البلاد إلى تغير كبير على المستوى الثقافى والفنى المؤسسي، حيث كان أول من فكر فى إنشاء الهيئات الثقافية والفنية، من بينها هيئة قصور الثقافة. فى مذكراته "مذكراتى فى السياسة والثقافة" تحدث عن فكرة إنشاء هيئة قصور الثقافة أو الثقافة الجماهيرية، حيث أشار إلى أنه كان يرى أن لا ازدهار لثقافة قومية إلا إذا عبرت عن فئات المجتمع المختلفة فى المدينة والقرية على السواء، فإذا أهملت فئة من الفئات كانت ثقافة ينقصها الشمول، ولا قيام لثقافة جامعة إلا إذا مكنا الكل من الارتشاف من المناهل الثقافية لا فرق بين طبقة وطبقة ولا بين فرد وفرد. وأكد "عكاشة" أن فكرته بدأ فى تنفيذها على أرض الواقع من خلال تقديم عروض للعمال مسرح دار الأوبرا لفاصل من بالية وأوبرا "الأمير إيجور" لألكسندر بورودين وأوبريت "الأرملة الطروب" المعربة لفرانز ليهار، كذلك قدم باليه "نافورة بختشى سراى" لأصافييف فى أسوان، وبنفس الحماس الذى استقبل به أهالى أسوان العرض الأخير استقبل أهالى البحر الأحمر فرق الرقص المتطورة، وكذلك ندوات الريف للفلاحين. ومن هنا رأى ثروت عكاشة أنه لا معدى عن مزج ثقافة العاصمة وبين ثقافة الأقاليم، تأخذ هذه من تلك، وتأخذ تلك من هذه، غير أن ديمقراطية الثقافة لا تعنى الهبوط بها إلى مستوى العامة فتفقد الثقافة جوهرها، وإنما تعنى الاخذ بيد العامة ليرقوا إلى مستواها، وكان خير ما يمهد لهذا ويؤكده ويوثقه هو إقامة القصور الثقافية بدءا من عام 1959م، وبث قوافلها فى مناحى الريف البعيدة، وكانت هذه هى المرة الأولى التى شهدت فيها مصر القصور الثقافية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;