يوسف شعبان، واحد من كبار نجوم السينما المصرية، كان فنانًا صاحب أدوات، واثقًا من إمكانياته، استطاع أن يجسد ببراعة أدوارًا مختلفة، تراوحت بين ثنائية الخير والشر، فمن منا ينسى "فرج" فى فيلم زقاق المدق، أو حسن درويش فى "الدنيا على جناح يمامة"، أو شخصية "محسن ممتاز" رجل المخابرات المخلص فى "رأفت الهجان" كلها شخصيات وأعمال حفرت فى ذاكرة المشاهد، وعاشت فى داخلنا، حتى إن غاب يوسف شعبان بجسده، فسيبقى فنه وأدواره الرائعة صامدة، ومستمرة فى أذاهننا جميعا، نستمتع بها نحن والأجيال القادمة.
وتوفى منذ قليل الفنان الكبير يوسف شعبان عن عمر 90 عاما داخل مستشفى العجوزة متأثرا بفيروس كورونا، حيث كان أصيب بفيروس كورونا الأسبوع الماضى، ودخل على إثرها أحد مستشفيات المهندسين، وبعدما تدهورت حالته الصحية، تم نقله للعناية المركزة بمستشفى العجوزة، قبل أن يغادر عالمنا اليوم، بعد مسيرة فنية طويلة.
وخلال مسيرة طويلة، قدم يوسف شعبان، خلالها عشرات الأفلام السينمائية، وأكثر من 130 مسلسلا أبرزها ليالى الحلمية ورأفت الهجان، قدم العديد من الأعمال المأخوذة من أعمال روائية مثل "فى بيتنا رجل" و"الرجل الذى فقد ظله" لكن يبقى أشهر وأبرزها والتى تعرف من خلالها الجمهور المصرى على يوسف شعبان، هما فيلمى "زقاق المدق" و"ميرامار" المأخوذ عن روايتين يحملان نفس الاسم، للأديب الكبير العالمى نجيب محفوظ.
فرج في زقاق المدق
قدم الفنان الكبير يوسف شعبان، خلال فيلم "زقاق المدق" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لأديبنا العالمى نجيب محفوظ دور شديد الصعوبة والحرفية، وهو دور "فرج" الذي يقوم بإغواء حميدة (شادية)، وبعد تورطها تنغمس فى حياتها الجديدة وتنسى عباس (صلاح قابيل) وأهل الزقاق، وعندما يعود عباس ويعلم من أهل الزقاق بهروب حميدة، لا يصدق و يقرر البحث عنها.
سرحان البحيري فى ميرامار
"أنا وكيل شركة الغزل، وعضو مجلس الإدارة المنتخب، وعضو الاتحاد الاشتراكى، وإذا حد اتصل بيا من الاتحاد الاشتراكى ياريت تبلغينى" هذه الجملة يقولها سرحان البحيرى، بصوت عالٍ لصاحبة البنسيون اليونانية حتى يسمعها جميع النزلاء، وهى واحدة من أشهر الجمل الحوارية فى تاريخ السينما المصرية، و"سرحان البحيرى" دور مهم لعبه الفنان الراحل يوسف شعبان، كان يعمل محاسباً فى شركة نسيج وعضو إحدى النقابات يسعى لكسب حب زهرة، بينما يتقرب من امرأة أخرى للزواج بها.