صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب "مهارات التواصل الطبي" للدكتور أحمد مصطفى كمال البواب والدكتور عبد الستار محمد دياب، ضمن سلسلة البواب للعلوم الصحية، يقع الكتاب في 298 صفحة من القطع المتوسط، ويتحدث عن أن التواصل بين المريض والطبيب من وسائل تحقيق رعاية صحية عالية الجودة حيث أن إقامة علاقة وطيدة بين الطبيب ومرضاه تمثل فن الطب وقلبه.
يقول مؤلف الكتاب: لا يقتصر التواصل بين الطبيب والمريض على استخراج (التاريخ) من المريض فحسب؛ بل يتوقع من الأطباء أخذ المريض ككل والاهتمام باحتياجاته ومخاوفه أثناء الاستشارة الطبيَّة، مع تبني موقف يركِّز على المريض، ولقد تمّْ إعادة تعريف دور الطبيب القادر على التواصل؛ إذ تُعتبر قدرة الطبيب على توفير الراحة من خلال وجوده وكلماته عنصراً أساسياً في الرعاية الطبية الجيدة.
إن رضا المريض عن الأطباء بعيد كل البعد عن المستوى الأمثل، مع وجود أدلة تشير إلى أن هذا يرجع أساساً إلى التواصل غير الفعَّال، مثل عدم الإنصات وإعطاء المعلومات، وعدم الاهتمام والاحترام، وفي المقابل لم يكن عدم الرضا قوياً للغاية فيما يتعلق بالجوانب التقنية للرعاية الصحيَّة. وقد ركز هذا الاهتمام المتزايد على مهارات الاتصال للممارسة الطبية.
إن العلاقة بين الطبيب والمريض هي أساس الرعاية السريرية، ويمكن أن يكون للعلاقات بين الطبيب والمريض أثار إيجابيَّة وأخرى سلبية عميقة على الرعاية السريريَّة.
وفي نهاية المطاف، يتمثَّل الهدف الشامل للعلاقة بين الطبيب والمريض في تحسين النتائج الصِّحيَّة للمرضى ورعايتهم الطِّبيَّة.
وترتبط العلاقات الأقوى بين الطبيب والمريض بتحسين نتائج المرضى. ونظراً لأن العلاقة بين الأطباء والمرضى أصبحت أكثر أهميَّة، فمن الضروري فهم العوامل التي تؤثر على هذه العلاقة.
وعلى مر التاريخ كان هناك الكثير من الجدل حول العلاقة (المثاليَّة) بين الطبيب والمريض. ففي عام 1992، اقترح حزقيال وليندا إيمانويل أربعة نماذج للعلاقة بين الطبيب والمريض: النموذج الأبوي، والنموذج التفسيري، ونموذج التداول، والنموذج الإعلامي. وتختلف هذه النماذج بناء على فهمهم لأربعة مبادئ أساسيَّة هي: أهداف التفاعلات بين الطبيب والمريض، والتزامات الطبيب، ودور قيم المريض، ومفهوم استقلالية المريض.