تمراليوم ذكرى رحيل الخديو إسماعيل حفيد محمد على باشا الكبير، الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 2 مارس من عام 1895م، وهوالحاكم الخامس من الأسرة العلوية الذى يتولى البلاد من 18 يناير 1863 إلى أن تم خلعه عن العرش 26 يونيو 1879م.
والحدث الأهم فى ذكرى رحيله هومشهد توديع ابنه الملك الجديد توفيق، قبل سفره إلى بريطانيا بعد أن قبل ضيافته ملك إيطاليا فى قصر بضواحى نابولى، كما ذكر كتاب "تاريخ مصر في عهد الخديوى إسماعيل"، للكاتب إلياس الأيوبى، الذى يقول: فلما بلغ الخديوى إسماعيل المحطة، ودنت ساعة السفر، عانق ابنه "توفيقًا" عناقًا أخيرًا، وقال له، وهو مجهش للبكاء: "كنت أود يا أعز البنين، لو استطعت أن أزيل بعض المصاعب التي أخاف أن توجب لك ارتباكا، على أنى واثق بحزمك وعزمك، فتوص بإخوتك وسائر الآل برا، واتبع رأى ذوى شوراك، وكن يا بنى أسعد حالاً من أبيك".
كما وصف الكتاب المشهد، حيث التفت إلى جمهور الحاضرين، وقال :"إنى، وأنا تارك مصر، أعهد بالخديىو ابنى إلى ولائكم وإخلاصكم"، فتقدم "محمد توفيق" حينذاك، وقبل يد والده، واستودعه، واستودع إخوته المسافرين معه، فكان المنظر مؤثرًا للغاية، ولم يستطع إلا القليل من الحضور منع بكائهم، ثم قام القطار، وإذا بمجموعة زغاريد ماجت في الآفاق مودعة له بتهكم، فاستوقفت البحث والاستفهام، فعلم بأنها صادرة عن نساء المفتش إسماعيل صديق، وأنهن أردن بها الشماتة بالخديوى المخلوع، والانتقام منه، ولكن المسالمين حملوها على أنها إنما كانت ابتهاجًا بتبوء الخديوى الجديد عرش أجداده.