تمراليوم الذكرى الـ252 على ميلاد الوالى محمد على باشا، حاكم مصر مؤسس الأسرة العلوية التي استمر حكمها نحو 148عاما، ويشيع وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة"، وذلك في 4 مارس عام 1769م.
ورغم المجد الكبير الذى بناه الوالى العثمانى على مصر، واستطاعته فيما بعد قهر الدولة العثمانية وأن يصل بحدود دولته حدود دولة آل عثمان، والقيام بتوسعات وفتوحات كبيرة في عهده، لكن هذا النجاح ربما يجسد المقولة التي تقول إن "المجد يخرج من جسد المعاناة" إذ كانت نشأة "الباشا" صعبة وقاسية، لكنها تحولت بعد ذلك إلى نجاح ومجد بناه الألبانى في أرض الفراعنة، فاستحق لقب مؤسس مصر الحديثة.
ووفقا لكتاب "محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم" للكاتب والإعلامى نشأت الديهى، فأن محمد على باشا، الذى ولد عام 1769م في منطقة جبلية ذات طابع حاد، بمدينة قولة، إحدى موانى مقدونيا باليونان، كان هو الوحيد الذى بقى على الحياة من بين سبعة عشر شقيقا، ماتوا جميعا في عمر الزهور، حيث مات أبوه إبراهيم أغا، ثم لحقت به أمه "زينب" وأصبح "محمد على" يتيم الأبوين، وهو ابن الرابعة عشرة من عمره، فكفله عمه طوسون حتى مات هو الآخر.
ويوضح الكتاب أن حرمان محمد على من التعليم كان ثمرة لهذه الظروف الشديدة القسوة، وهو واجه الصبى الصغير بحزن شديد، فبينما كان أقرانه يتلقون دروس العلم والتربية في فصولهم، كان هو يطارد الحيوانات البرية الجبلية محاولا اصطيادها والإيقاع بها، وتارة أخرى تجده على شاطئ البحر يطارد الأمواج ويصارعها، وبسبب هذه الطبيعة القاسية لم يكن صعبا أن يكون الفتى زعيما لأقرانه بسبب قوته البدنية وذكائه الفطرى.
بعد موت عمه كفله حاكم قولة وصديق والده الشوربجى إسماعيل الذى أدرجه فى سلك الجندية، فأبدى شجاعة وحسن نظر، فقربه الحاكم وزوجه من امرأة غنية وجميلة تدعى "أمينة هانم"، والتى أنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ومن الإناث أنجبت له ابنتين.
وبحسب الكتاب سالف الذكر، أنه بعد زواج الباشا من السيدة أمينة، بدأ رحلته مع تجارة التبغ من خلال صديق فرنسى، وأصبح كثير الترحال والتنقل بين المدن والمناطق لإدارة تجارته التى درت عليه أموالا طائلة، ويوضح الكتاب أن تلك التجارة اهتم بها اهتمامًا خاصًا، وأصبح تاجرا كبيرا للتبع وأصبحت التجارة فى قلبه وعقله.
وتولى محمد على باشا حكم مصر بعد مجيئه بأربعة أعوام، بعد أن بايعه أعيان الشعب فى دار المحكمة ليكون واليًا على مصر فى 17 مايو سنة 1805م والذى أقره فيها الفرمان السلطانى الصادر فى 9 يوليو من نفس العام، ليبدأ قصة مع المجد والنجاح من أرض الفراعنة.