تمراليوم الذكرى الـ55 على رحيل الشاعرة آنا أخماتوفا، والتى تعد من أشهر المؤثرين فى الشعر الروسى، حيث ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات، وتم اعتبارها من أشهر شعراء الروس فى القرن العشرين، إذ توفت فى مثل هذا اليوم 5 مارس عام 1966، عن عمر ناهز 76 عاما.
بدأت وهى فى سن الـ 11 من عمرها، وقد ازداد إنتاجها الأدبى فى عام 1910 تحت اسم مستعار هو آنا أخماتوفا، حيث أن اسمها الحقيقى آنا أندرييفنا جورنكو، وفى 1911م شاركت فى محترف الشعراء الذى ضم حركة الأوجية لتصبح بعد ذلك من أهم أعلام الحركة، وأصبحت معروفة فى روسيا بعد أن أصدرت مجموعتين شعريتين (مساء) و (إكليل ورد) وكانت فى العشرين من عمرها، وأصبحت مع ماى كوفسكى قطبى الشعر الروسى ثم أصدرت حتى عام 1922 خمس مجموعات أهمها (سرب الطيور البيضاء) وبعدها (حلفاء) و(الكتاب السابع) اللذين لم يسمح بنشرهما وبدأت السلطات تحرم نشر شعرها باعتبارها شاعرة الأحاسيس الذاتية والعوالم الصغيرة المتواضعة.
تعرفت على نيقولاي هوميلوف الذي أرتبط بها عام 1910 وأنجبت منه ليف غوميلوف أبنها الوحيد، ثم طلقت منه سنة 1918، قبل أن يتم اعتقاله بعد اتهامه بالاشتراك فى مؤامرة معادية للسوفيت وأعدم على أثره المحاكمة، واضطرت أخماتوفا بعد ذلك إلى التزام الصمت لفترة طويلة، حتى أنه يقال أن ذلك أثر على نشر أعمالها فيما بعد، إذ لم يصدر ديوانها التالى إلا بعد 18 عاما.
تزوجت بعد ذلك من عالم الآشوريات فلاديمير شليكو في 1922 قبل أن تنفصل عنه وتتزوج مرة ثالثة من الناقد التشكيلى "نيكولاى بوتين" والذى اعتقل هو الآخر، وكذلك ابنها (ليف جاميليوف) وحكم عليه بالإعدام واستبدل بالسجن والنفي.
أثارت غضب ستالين عام 1945 بعد زيارة مؤرخ بريطانى لها، وأطلق عليها فى مجلة شهيرة البنت الضالة وعلى شعرها شعر السيدة المجنونة، وتم فصلها من اتحاد الكتاب ومع ذلك فقد ردت قائلة: لماذا احتاجت الدولة العظمى لتمرير الدبابات على صدر عجوز مريضة، ولم يسمح بطباعة أعمالها طيلة عشرين عاماً وعاشت من بعض ترجماتها.
كان شعرها حسب رأى أحد النقاد يتغذى بأحاسيس الفقر والفراق والوحدة والفقدان وظلت هذه الموضوعات أثيرة لديه، وترددت فى قصائدها صورة امرأة محاطة بالماضي، امرأة مهجورة، امرأة سقطت فى بركة صقيعية، وقد كتبت فى سيرتها الذاتية القصيرة (أنا لم أكن وحدي، كنت مع بلدى كله الذى كان يقف فى أرتال طويلة جداً أمام السجون).
يصف النقاد آنا أخماتوفا بأنها ملكة العصر الفضى فى الشعر الروسي، وقد صنع تمثال كبير لها ولزوجها نيكولاى جوميليوف وابنهما ليون فى محافظة تفير بمنطقة بيجيتسك الروسية، ورحلت عن عالمنا فى 5 مارس عام 1966م.