نتوقف اليوم مع معلقة النابغة الذبيانى، واسمه زياد بن معاوية، وكان يلقب بالنابغة، لأنه نبغ فى الشعر أى أبدع فى الشعر دفعة واحدة، يقال إنه بدأ كتابة الشعر بعد الأربعين من عمره.
يا دار مية بالعلياء فالسند/أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقفت بها أصيلا كى أسائلها/عيت جوابا وما بالربع من أحد
وولد النابغة الذبيانى فى عام 535 ميلادي، عاش قبل الإسلام، وقد أمضى معظم حياته عند الملوك، كان له منزلته فى الجاهلية ودور كبير فى توسطه لقومه عند الغساسنة ومنعهم من قيام الحرب.
قالت له النفس: إنى لا أرى طمعا/ وإن مولاك لم نسلم ولم يصد
فتلك تبلغنى النعمان، إن له فضلا/ على الناس فى الأدنى، وفى البعد
ولا أرى فعلا فى الناس يشبهه/ ولا أحاشى، ولا أرى فاعلا، فى الناس، يشبهه
حقق النابغة الذبيانى مكانة مهمة فى عالم الأدب حتى كانت له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ، فيقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارهم، وكان الأعشى وحسان والخنساء يعرض شعره على النابغة، وكان أبو عمرو بن العلاء يفضله على سائر الشعراء، وقد امتاز شعره بالتعبير عن واقعية الحياة العربية قبل الإسلام.
هذا الثناء، فإن تسمع به حسنا/ فلم أعرض، أبيت اللعن، بالصفد
ها إن ذى عذرة إلا تكن نفعت/ فإن صاحبها مشارك النكد