كان آل كابونى أشهر رجل عصابات أمريكى فى القرن العشرين، سيطرت عصابته على شيكاجو وامتلكت أعمالا "مشبوهة" تقدر بعدة ملايين من الدولارات كانت متعلقة بالتهريب والبغاء والمقامرة، واستمر ذلك نحو عقد من الزمان، ويقول موقع ancient-origins إن آل كابونى وظف أكثر من ألف مسلح فى خدمته، واستطاع صناعة فوضى مرعبة، ولكنه فى نهاية حياته كان يصيح فزعا "جيمى اتركنى وشأنى"، فهل هل عانى آل كابونى من مرض عقلى فى سنواته الأخيرة، أم كانت تطارده روح إحدى ضحاياه؟
يقول الموقع ولد ألفونس جابرييل "آل" كابونى (1899 - 1947) فى بروكلين، نيويورك، وهو ابن لمهاجرين إيطاليين، بدأ دخول حياة الجريمة عندما انتقل إلى شيكاجو وأصبح صديقًا وحارسًا شخصيًا لجونى توريو، رئيس عصابة إجرامية كانت تتاجر فى الكحول بشكل غير قانونى خلال عصر الحظر فى أمريكا.
لم يمض وقت طويل حتى أصبح آل كابونى رجل عصابات خطير، لقد كان فى سن الـ 26 زعيمًا قويًا، استخدم الرشوة والترهيب على نطاق واسع للتأثير على الانتخابات، والعنف والقتل لضمان نجاح عمله فى مصانع الخمور غير القانونية.
لم يمس القانون كابونى فعليًا حتى مذبحة يوم القديس فالنتين الوحشية ضد منافسيه، مما دفع المواطنين إلى مطالبة الحكومة باتخاذ إجراء لحمايتهم من حرب العصابات.
ومذبحة عيد القديس فالنتين وقعت بحلول أوائل عام 1929، حيث سيطر كابونى على تجارة الخمور غير المشروعة فى شيكاجو، لكن رجال عصابة آخرين، معروفين باسم نورث سايد جانج، تنافسوا على جزء من أعمال التهريب المربحة، ومن بينهم موران "باجز" فقرر كابونى أن موران يمثل تهديدًا كبيرًا، وفى صباح يوم 14 فبراير 1929، قام رجال كابونى، متنكرين بـ ارتكاب مذبحة.
لم يكن هناك دليل على ارتكاب "آل كابونى" للمذبحة، ومع ذلك كان لا بد من إحضاره بتهم أخرى، وفى مايو 1929، ألقى القبض على كابونى لحمله مسدسًا أثناء رحلة إلى فيلادلفيا وحُكم عليه بالسجن فى سجن ولاية فيلادلفيا الشرقية.
تلقى آل كابونى أفضل معاملة فى السجن، بينما عانى السجناء الآخرون فى زنازين خرسانية عارية، كانت زنزانة كابونى مزينة بأثاث فاخر ولوحات زيتية وجهاز راديو، ولكن المساجين كانوا يسمعونه يصرخ ليلا "جيمى اتركنى وشأنى".
واعتقد الكثيرون من الناس أن "جيمى" كان شبح أحد ضحايا آل كابونى، وفى الواقع كان أحد الضحايا السبعة فى مذبحة عيد القديس فالنتين اسمه جيمس (جيمى) كلارك.
وتبع العذاب كابونى بعد أن غادر سجن الولاية الشرقية واستمر 11 عامًا أخرى فى سجن أتلانتا بالولايات المتحدة وفى الكاتراز بتهمة التهرب الضريبى.
كان "كابونى" قد أصيب بمرض الزهرى، ولم يطلب العلاج أبدًا، مما تسبب فى انتقال المرض إلى مرض الزهرى العصبى، مما أدى إلى إصابته بالخرف، وبعد قضاء ست سنوات ونصف فى السجن، تم إطلاق سراح كابونى فى عام 1939 إلى مستشفى للأمراض العقلية فى بالتيمور، حيث مكث لمدة ثلاث سنوات.
بعد ذلك تدهورت صحة آل كابونى، وبحلول عام 1946 أجرى طبيبه وطبيب نفسى فى بالتيمور فحوصات وخلصوا إلى أن القدرة العقلية لـ كابونى تماثل القدرة العقلية لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا، وفى 25 يناير 1947، توفى كابونى بسبب سكتة قلبية.