تمر اليوم الذكرى الـ 78 على قيام إرفين رومل الملقب بثعلب الصحراء بخوض آخر معاركه فى شمال أفريقيا، وهى معركة مدنين بالصحراء التونسية، وهى المنطقة التى شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا فى الفكر العسكرى بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من مدينة طبرق فى ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.
كان ذلك فى 6 مارس عام 1943، حيث استدعاه فيما بعد الزعيم النازى هتلر للعودة إلى المانيا فى التاسع من الشهر ذاته، بعدما استشعر الفوهرر الألمانى الخطر على حياة قادئه الفذ، فأمره بالرجوع، رغم ما حققه روميل من انتصاراته عظيمة وصلت أنباء انتصارات روميل إلى هتلر فى ألمانيا فأمر بترقيته إلى رتبة "مشير".
وكان قد تم تكليف روميل بدعم القوات الإيطالية المحاربة فى شمال أفريقيا فى عام 1941، حيث حقق روميل أقوى وأعظم انتصاراته، وقد وصلت أنباء انتصارات روميل إلى هتلر فى ألمانيا فأمر بترقيته إلى رتبة "مشير"، وأراد روميل سحب الجيش الألمانى من شمال أفريقيا لأنهم لن يستطيعون أن يواجهوا صيف صحراء شمال أفريقيا ولكن هتلر رفض طلب روميل.
وبحسب " موسوعة مقاتل من الصحراء" وهى موسوعة عسكرية وثائقية وثقافية متنوعة، كانت المعركة سالفة الذكر آخر عمليات جيش البانزر الأفريقى "الفليق الأفريقي، والقوات الإيطالية" التى تولى روميل إدارتها فى شمال أفريقيا، حيث استدعاه هتلر إلى أوروبا، حتى لا يسقط فى الأسر مع بقية الفليق الأفريقى الألماني، والقوات الإيطالية، التى استسلمت بعد ذلك فى 7 مايو 1943، وانتهت بذلك عمليات الفليق الأفريقى، فى شمال أفريقيا، التى استمرت قرابة 28 شهرا، بدأت فى 20 فبراير 1941 واستمرت حتى 7 مايو 1943، خاض خلالها أكثر المعارك ضراوة فى تاريخ الحرب العالمية الثانية.