تمر اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف اليونانى القديم أرسطو، إذ رحل فى 7 مارس عام 322 ق.م، وهو فيلسوف يونانى وتلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وهو مؤسس مدرسة ليسيوم ومدرسة الفلسفة المشائية والتقاليد الأرسطية، وواحد من عظماء المفكرين.
أحد أهم الشخصيات العلمية على الإطلاق فى التاريخ اليونانى أو الإنسانى على حد سواء، ويعده الباحثون مؤسس علم المنطق والعلوم السياسية والأخلاق والزراعة، كما أن قيمته الفكرية والعلمية تعد أعمق وأكثر أثرا من أى فيلسوف آخر.
وُلد أرسطو فى عام 384 قبل الميلاد فى بلدة ستاجيرا فى اليونان، وعندما بلغ السابعة عشر من عمره دخل إلى أكاديمية أفلاطون للدراسة.
فى عام 338 قبل الميلاد بدأ بتدريس الإسكندر الأكبر، ابن الملك فيليب الثاني، وقد أعطاه هذا مكانةً مهمة فى البلاط وكان الملك وابنه يكافئونه بسخاء على عمله.
فى عام 335 قبل الميلاد وبعد أن أصبح الإسكندر المقدونى ملكًا وغزا أثينا، عاد أرسطو إلى أثينا التى كانت أكاديمية أفلاطون لاتزال الرائدة فيها، وافتتح أكاديميته الخاصة بإذن من الملك وسماها Lyceum وأمضى معظم سنين حياته، كمدرِّس وكاتب وباحث فى أكاديميته حتى وفاة الإسكندر المقدوني.
كان أرسطو معروفا بأنه يسير أثناء تدريسه مما يُجبر تلاميذه على السير خلفه لذلك لّقِبوا بـ"Peripatetics"، والتى تعنى الأشخاص المسافرين، اهتمت أكاديمية أرسطو بمختلف العلوم من الرياضيات إلى الفلسفة والسياسة والفن، ودون طلابه ملاحظاتهم فى مخطوطات شكلت واحدة من أهم المكتبات فى العالم.
رغم أن أرسطو لم يكن عالما بالمسمى الذى نعرفه اليوم، إلا أن العلوم كانت من المواضيع التى بحث فيها فى أكاديميته وكان يؤمن أن المعرفة تكتسب من خلال التفاعل والاحتكاك مع الأجسام فى الطبيعة، واعتقد بأن الظروف المحيطة تلعب دورا أساسيا فى تشكل هذه الأجسام وعد الإنسان أحد هذه الظروف.
شملت دراسات أرسطو علم الأحياء، حيث حاول تصنيف الحيوانات إلى أجناس وفقًا لخصائصها المتماثلة، ثم حاول تصنيفها ضمن نوعين: ذوات الدم الأحمر، وكانت تشمل الفقاريات بأغلبها، و"اللادمويات" التى شملت مفصليات الأرجل، ورغم عدم دقة هذا التصنيف إلا أنه بقى معتمدًا لمئات السنين.
كما جذب علم الأحياء البحرية أرسطو، ومن خلال تشريحه للكائنات البحرية اكتشف تكوينها ودونه فى كتبه حيث اعتبرت أكثر دقة من تصنيفاته الأخرى، وبحث أرسطو أيضا فى علوم الأرض والأحوال الجوية التى شملت إضافة إلى الطقس، تركيب الأرض وطبقاتها، وتحدث عن دورة الماء فى الأرض والأحداث الفلكية، ورغم أن طروحاته كانت مثيرة للجدل فى عصره، إلّا أنها اعتُمدت حتى نهاية القرون الوسطى.
فى عام 322 قبل الميلاد وبعد سنة من هربه من أثينا، أُصيب أرسطو بمرضٍ هضمى أودى بحياته، انخفض تداول أعماله واستخدامها بعد قرن على وفاته ولكن أُعيد إحياؤها فى القرن الأول لميلادى، ومع مرور الوقت وضعت الأساس للفلسفة الغربية لأكثر من سبع قرون.