أفريقيا لا تنتهى مشكلاتها، وذلك لأسباب عدة لعل أبرزها سقوط هذه المنطقة المهمة فى العالم فريسة، ولفترات طويلة، فى يد الاحتلال الغاشم، الذى التهم خيراتها وتركها نهبا للأمراض والفساد، ولعل العمال فى هذه القارة السمراء هم أبرز الضحايا، وحتى الآن مازالوا يعانون بشكل هذا ما يؤكده كتاب "الصراع الطبقى فى أفريقيا"، للكاتب ليزيليج، والصادر عن دار العربى.
وأكدت الدكتور أمانى الطويل الباحثة فى الشئون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن الضغط دائما هو ما يؤدى إلى نتائج إيجابية لصالح الحركات العمالية باعتبار ان انتظار الحكومات لتحقيق أهداف الحقوق العمالية بمعزل عن النضال السياسى دائما ما تكون مسكنات ولا تحقق شيئا وأثبتت التجربة أن الضغط والتنظيم الجيد للحركات العمالية هو ما يؤدى دائما إلى نتائج إيجابية للعمال.
الكتاب يتحدث عن 5 تجارب فى أفريقيا فى الحركة العمالية وقدرتها على تحقيق العدل الاجتماعى، بالإضافة لمستقبل العمال وكيفية الحصول على حقوقهم أمام ظاهرة العولمة السادة فى جميع دول العالم.
ويستعرض الكتاب جميع مشاكل العمال، وهناك عند يذكر المؤلف كلمة عمال لا يقصد بها فقط عمال المصانع ولكنه يتحدث عن الموظفين أيضا، ويشير الكتاب على أن رأس المال يختار العمال الأكثر شهرة.
ويؤكد مؤلف الكتاب أن الشركات متعددة الجنسيات أصبحت تشكل خطورة على السلطة، وتساعد على بناء الفساد بشكل واضح داخل المجتمعات، وأن هذه الشركات تقوم على إنهاء عملهم عن طرق الرشوة داخل الحكومات لإرضاخ العمال فى بلادهم لصالح هذه الشركات، لافتا إلى أن هذا الأمر يؤدى إلى ضياع حقوق هؤلاء العمال فى الدولة.
ويدلل الكاتب على ذلك بقوله "إن قارة أفريقيا أغنى القارات بموارها، ولكن بالرغم من ذلك فشعوبها من أفقر شعوب العالم، وهذا يأتى نتيجة سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على موارد هذه الدول بمساندة ومساعدة الأنظمة الحاكمة.
كما يؤكد الكاتب أنه لابد من عدم تسليم قيادات العمال لهذه الشركات أو لرجال أعمال رغبتهم نشر الفساد، ويشير إلى أن التخلص من ذلك يقع على عاتق العمال للتغلب على التحديات التى تواجهم خلال المرحلة الحالية، والتى يأتى على رأسها ضياع حقوقهم من قبل أصحاب هذه الشركات.
ويرى مؤلف أن الصفوة التى خرجت من عباءة العمال دائما ما تضع هؤلاء العمال فى موقف مخذل، وذلك لاقتراب تلك النخب من السلطة والرأسمالية لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب حقوق العمال.
وطالب الكاتب داخل كتابة"الصراع الطبقى فى أفريقيا"، العمال بأن يبحثوا عن مصالحهم بأنفسهم ولا يتركوها للقيادات أو النخب أو حتى الأحزاب، وذلك عن طريق نقابتهم التى تجمعهم لتوحيد الصف.