دخل النبى عليه الصلاة والسلام إلى مكة فاتحا الفتح العظيم الذى بشره الله به، فما الذى قالته كتب التراث عن هيئة النبى في ذلك اليوم، وكيف كان حاله؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة"
قال أحمد: ثنا عفان، ثنا حماد، أنبا أبو الزبير عن جابر أن رسول الله ﷺ دخل يوم فتح مكة، وعليه عمامة سوداء.
ورواه أهل السنن الأربعة من حديث حماد بن سلمة، وقال الترمذي: حسن صحيح.
ورواه مسلم: عن قتيبة، ويحيى بن يحيى، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبى الزبير، عن جابر: أن رسول الله ﷺ دخل مكة وعليه عمامة سوداء من غير إحرام.
وروى مسلم من حديث أبى أسامة، عن مساور الوراق، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال: كأنى أنظر إلى رسول الله ﷺ يوم فتح مكة، وعليه عمامة حرقانية سوداء، قد أرخى طرفها بين كتفيه.
وروى مسلم فى صحيحه، والترمذي، والنسائى من حديث عمار الدهني، عن أبى الزبير، عن جابر: أن رسول الله ﷺ دخل مكة وعليه عمامة سوداء.
وروى أهل السنن الأربعة: من حديث يحيى بن آدم، عن شريك القاضي، عن عمار الدهني، عن أبى الزبير، عن جابر قال: كان لواء رسول الله ﷺ يوم دخل مكة أبيض.
وقال ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عائشة: كان لواء رسول الله ﷺ يوم الفتح أبيض، ورايته سوداء تسمى العقاب، وكانت قطعة من مرط مرجل.
وقال البخاري: ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن عبد الله بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله ﷺ يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يرجّع، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولى لرجّعت كما رجّع.
وقال محمد بن إسحاق: حدثنى عبد الله بن أبى بكر: أن رسول الله ﷺ لما انتهى إلى ذى طوى وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء، وأن رسول الله ﷺ ليضع رأسه تواضعا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى أن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل.
وقال الحافظ البيهقي: أنبا أبو عبد الله الحافظ، أنبا دعلج بن أحمد، ثنا أحمد بن على الأبار، ثنا عبد الله بن أبى بكر المقدسي، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: دخل رسول الله ﷺ مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعا.
وقال: أنبا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أحمد بن محمد بن صاعد، ثنا إسماعيل بن أبى الحارث، ثنا جعفر بن عون، ثنا إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس، عن ابن مسعود: أن رجلا كلم رسول الله ﷺ يوم الفتح فأخذته الرعدة.
فقال النبى ﷺ: "هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد".
قال: وهكذا رواه محمد بن سليمان بن فارس، وأحمد بن يحيى بن زهير، عن إسماعيل بن أبى الحارث موصولا.
ثم رواه عن أبى زكريا المزكي، عن أبى عبد الله محمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن إسماعيل، عن قيس مرسلا.
وهو المحفوظ، وهذا التواضع فى هذا الموطن عند دخوله ﷺ مكة فى مثل هذا الجيش الكثيف العرمرم بخلاف ما اعتمده سفهاء بنى إسرائيل، حين أمروا أن يدخلوا باب بيت المقدس وهم سجود - أى ركع - يقولون حطة، فدخلوا يزحفون على أستاههم وهم يقولون: حنطة فى شعرة.