كان الحارث بن عباد رجلا فاضلا، عاش حياته يعتزل الحرب التى دارت سنوات طويلة بين قبيلتى بكر وتغلب (بعد مقتل كليب وائل) على يد (جساس)، الحرب التي اندلعت قبل الإسلام ونعرفها نحن بحرب البسوس، بل إن الحارث راح يسعى فى الصلح، ولكن النتيجة كانت مقتل ابنه "بجير" فرثاه يقول:
لم أكن من جناتها علم الله/ وإنى لحرها اليوم الصال
قد تجنبت وائلا كى يفيقوا/ فأبت تغلب علىًّ اعتزالى
وأشابوا ذؤابتى ببجير/ قتلوه ظلما بغير قتال
قتلوه بشسع نعل كليب/ إن قتل الكريم بالشسع غال
تقول القصة إن الحارث بن عباد كان يحمل قيما وأخلاقا عظيمة، وفى ظل سعيه الدائم للصلح بين الطرفين، عرض ابنه "بجير" على المهلهل بن أبى ربيعة المعروف فى التراث الشعبى بالزير سالم كفداء لمقتل أخيه "كليب" ولإخماد الحرب القائمة بين أبناء العمومة، إلا أن (المهلهل) قتل "بجير" وصاح وهو يقتله "بؤ بشسع نعل كليب" أى أنك ستموت فقط فداء لـ "أربطة حذاء كليب".
قربـا مربـط النعامـة منـى/ ليس قولى يـراد لكـن فعالـي
قربـا مربـط النعامـة منـى/ شاب رأسى وأنكرتنى الغوالي
قربـا مربـط النعامـة منـي/ طال ليلى على الليالى الطـوال
قربـا مربـط النعامـة منـى/ كلما هب ريـح ذيـل الشمـال
قربـا مربـط النعامـة منـى/ لبجـيـر مفـكـك الأغــلال
قربـا مربـط النعامـة منـى/ لا نبيع الرجـال بيـع النعـال
وبالفعل عندما دخل الحارث بن عباد المعركة تغير كل شيء، دارت الدائرة على المهلهل ورجال تغلب وانهزموا.