كشفت دراسة حديثة أن المصريين القدماء استطاعوا تحنيط الحيوانات سواء القطط أو القرود وأيضًا التماسيح، حيث يعتقد الخبراء أن ذلك كان من ضمن الطقوس التى استخدمها المصريون القدماء لاسترضاء المعبود "سوبك" المرتبط بتماسيح النيل وكان "يصور إما على شكل تمساح أو إنسان برأس تمساح".
وارتبط التمساح بالمصريين منذ العصور الفرعونية القديمة، فكان رمزا للخير والشر معا، إذ ظهر بصورة متناقضة عند المصريين القدماء، ما بين التقديس والكراهية والتدنيس، إذ كان رمزا للإله سوبك الذى يمثل فى الحقبة "مفتاح الحياة" رمز الحياة، لكنه أيضا كان رمز للشيطان عند البعض الآخر.
ووفقا لكتاب "التمساح فى الفن القبطى" تأليف بولين تودرى، فإن التماسيح ظهرت بصورة متناقضة فى الأدبيات المصرية القديمة، إذ ظهر أن التمساح يُعبد باسم الإله "سوبك"، خاصة فى كوم أمبو والفيوم، وإن كانت مومياوات التماسيح المحنطة التى ظهرت، تكشف عن عبادة التمساح فى كل بقاع مصر، وأيضًا نجد أنه يمكن اصطياده ومطاردته.
وهو ما يتفق مع ما جاء فى كتابه "أقاليم مصر العليا" تأليف الدكتور محمد على، إذ ذكر أن التمساح كان المعبود المحلى لـ"كوم أمبو"، وهو المعبود "سوبك" رمز الخصوبة والنماء والقوة والذى رمزوا له بهيئة التمساح.
وبالعودة إلى كتاب "التمساح فى الفن القبطى" نجد أيضا أن التماسيح كانت تعبر عن الإله الصالح "أوزوريس"، لكنه فى نفس الوقت يُعبر عن أخيه الشرير "ست"، وأيضًا يمكن أن يُمثل الإله "رع"، وأوضح الكتاب أنه فى الوقت الذى يُظهر فيه المصريون القدماء رغبتهم فى أن يتحولوا إلى تماسيح بعد الموت، نجد أن التمساح الذى يُمثل الشيطان، يلتهم أو يفنى أرواح الأموات الذين لم يعيشوا حياة طاهرة أو فاضلة، ولذلك فهم محتاجون إلى تميمة أو تعويذة تحميهم من التماسيح فى الحياة الأخرى (وهذه التميمة على شكل تماثيل صغيرة للتمساح).
وهو ما يتفق أيضا مع دراسة نشرتها مجلة "الفنون الشعبية" فى الأعداد (54 – 57) عام 1997، حيث أكدت أن التمساح كان يدخل فى المعتقد الشعبى من أوسع الأبواب.