شهدت المنطقة العربية، العديد من الحضارات العظيمة، ففى العراق كانت هناك حضارتى بابل وآشور، أحد أقدم وأعرض حضارات العالم القديم، فى سوريا، تركت حضارات عدة، من الكنعانيين الى الأمويين، مروراً باليونانيين والرومان والبيزنطيين، تراثاً شاهداً عليها، لكن فى آخر 10 سنوات تغيرت تلك المظاهر وفقدت البلدين العربيين العديد من تلك الآثار العظيمة، بسبب من الحرب التى كانت سبب تدمير حاضرها وتهديد مستقبل شعبها فحسب، بل أتت على معالم أثرية عريقة وقضت على تراث رمزى ثمين.
سوريا
وبحسب تقارير منظمة اليونسكو، قد تعرضت مواقع التراث الثقافى الستة المعتمدة فى سوريا للخطر بشكل رسمى منذ عام 2013، وتم الإبلاغ عن تعرضها للتلف حتى مارس 2016، فهذه المناطق تمثل محورا لكثير من تاريخ المنطقة الغنى الطويل، وإلى جانب ذلك فإن المواقع الأثرية القديمة مثل العاصمة الرومانية القديمة بصرى، الآشورية تل الشيخ حمد، إيبلا ومارى من العصر البرونزى، دورا يوروبوس، مجمع القلعة كراك ديس تشيفاليرس فى القرون الوسطى، كما تعرضت المدن القديمة فى شمال غرب سوريا، بين حلب وإدلب، للتلف.
فى أغسطس 2015، أعلنت الأمم المتحدة إن صور الأقمار الاصطناعية تؤكد تدمير معبد قديم فى مدينة تدمر الأثرية الواقعة وسط سوريا، وكانت تقارير سابقة قالت: إن معبد بل الأثرى فى تدمر، الذى يرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من 2000 سنة، تعرض لتفجير كبير نفذه مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية، وأظهرت صور الأقمار الإصطناعية أنه لم يبق شيء من هيكل المعبد، وأكدت تدمير المبنى الرئيسى لمعبد بل، فضلا عن صف من الأعمدة إلى جواره مباشرة".
ونتيجة الأحداث السورية، تعرضت قلعة الحصن تدمير أجزاء كبيرة من الجدران، والأبراج، حيث تعرضت القلعة التاريخية إلى أكثر من عملية قصف، مما تسبب فى أن برجين من أبراج القلعة باتا مهددين بالسقوط نتيجة تضرر بنائهما، كما تدمرت بعض الأجزاء الرومانية من القلعة التى تحوى المدرج.
قام تنظيم "داعش" الإرهابى بتدمير واجهة المسرح الرومانى والتترابيلون فى مدينة تدمر الأثرية فى يناير عام 2017، ونقلت الوكالة السورية عن مصادر محلية داخل مدينة تدمر قولها إن مسلحى "داعش" فخخوا واجهة المسرح الرومانى والمصلبة (التترابيلون) المؤلفة من 16 عمودا فى الشارع الرئيسى بالمدينة الأثرية وفجروها ما أدى إلى تدميرها.
العراق
فى العراق، ثلاثة من أصل أربعة مواقع للتراث الثقافى مسجلة، فى خطر رسميا، حيث قامت داعش بحفر الأنفاق فى الموصل ومواقع التراث الأخرى بحثا عن الآثار لبيعها على الإنترنت والسوق السوداء
عندما استولت داعش على الموصل أولا، أحرقت مكتبتها التاريخية، وعلى الرغم من جهود المواطنين لإبعاد المسلحين بسلسلة بشرية، دمرت ونهبت قبرًا يعتقد أنه ينتمى إلى النبى التونسى جوناه (من شهرة "جوناه والحوت") فضلا عن مسجد مخصص للقديس جورج، وذكر قيس رشيد نائب وزير الثقافة والآثار فى العراق، أن 80 % من مبانى مدينة نمرود الأثرية تحولت إلى ركام، كما أن الهجوم على آثار نمرود، لم يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل يستهدف المعالم الأثرية القديمة التى يفسرونها على أنها وثنية.
أما مدينة نينوى، والذى تحتوى على القصر الضخم للملك الآشورى سنحاريب، تحول 70 % من القصر العريق إلى ركام، كما دمرت جدار التحصين فى المدينة، التى تعود إلى أكثر من 2500 سنة.