بعدما اتسعت حركة الفتوحات الإسلامية التى بدأها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده خلفائه الراشدين، وسك المسلمون عملتهم، والتى اختلفت من عصر إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، ومؤخرًا أعلنت بعثة قسم السياحة والآثار بجامعة حائل السعودية العثور على دينار من الذهب يعود إلى عصر الخليفة العباسى هارون الرشيد، والدينار الذهبى بالعام 180 هجريا، أى أن عمره أكثر من 1200 عام، حيث تم العثور عليه فى مدينة "فيد" الأثرية يزن حوالى أربعة جرامات، بحسب بيان للجامعة.
تم العثور على الدينار المؤرخ بعام 180 هجرى، وكتب على وجه الدينار فى الوسط بالخط الكوفى البسيط البارز عبارة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، فى هيئة ثلاثة صفوف متتالية، وعلى الإطار الخارجى لوجه الدينار كتبت الآية القرآنية: "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله".
وبحسب دراسة جاءت بمجلة "الحج والعمرة" العدد 60 سنة 2005، فأنه لم يحدث العباسيون فى بدء عهدهم تغييرًا هاما فهى نسق السك الأموى، فقد اختلف الدينار العباسى عن باقى الدنانير بالعبارة التى جاءت فى الدائرة الوسطى فى الوجه الخلفى للدينار والتى نقش فيها "محمد رسول الله – علي".
ووفقًا للمستعرب البريطانى دنيس جونسون ديفز، فإنه عقب سك العملة الأولى، جرى إصدار العديد من العملات، وبقيم مالية مختلفة، وبعد قهر شمال أفريقيا وإسبانيا فى تلك الصناعة، أسس الأمويون سك عملات جديدة، مرسومًا عليها اسم المدينة وتاريخ سكها، ليظل الدينار العملة الرئيسة المستخدمة حتى عام 762 عندما أسس الخليفة المنصور بغداد، إذ انتقل سك العملة للعاصمة الجديدة.
من هنا، بدأ نقش اسم الشخص المسؤول عن تلك النقود بالظهور على العملات الفضية المعروفة بـ"الدراهم"، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً، عند تولى هارون الرشيد السلطة عام 786، أسهم فى صك الدنانير، ووضع أسماء حكام مصر عليها، باستخدام رموز من بغداد والفسطاط، ومقر حاكم مصر.
لقد جرى استخدام الدنانير من قبل الفاطميين، الذين حكموا بين عامى 909 و1171، ونقشوا عليها بالخط الكوفى، وأصبحت تلك أكثر أنواع التجارة انتشاراً فى العالم، من البحر الأبيض المتوسط، وذلك لجودتها الممتازة، ولإصدار العديد من تلك العملات.