نلقى الضوء على كتاب "الحرية مهمة داخلية.. تقبل عتمتنا ونورنا لشفاء أنفسنا وشفاء العالم" لـ الكاتبة عراقية الأصل زينب سلبى، والذى تقدم فيه عددا من قصصها وحكاياتها التى مرت بها وخبرتها، والكتاب صادر فى الأصل باللغة الإنجليزية، وصدرت طبعته العربية عن دار الخيال.
تقول زينب سلبى فى مقدمة الطبعة العربية من الكتاب، أهدى النسخة العربة من كتاب "الحرية مهمة داخلية" لكل الشابات والشباب العرب، فصوتهم وجرأتهم لكسر حاجز الصمت فى مجتمعاتنا العربية، هو الذى أعطانى الجرأة أن أشارك كل قصصي، من إيجابياتها وسلبياتها، فى لغتى الأم، العربية.
الحرية مهمة داخلية، هو رابع كتاب لى، ولكنه أول كتاب يترجم إلى اللغة العربية، لم يكن القرار سهلاً، فالتعبير عن النفس أمام مجتمع أجنبى أسهل بكثير من من مجتمع فيه أهلى وأحبائى، ومواجهة مشاعرهم وأفكارهم والعادات والتقاليد التى تحكم المجتمع العربى، والتى ترعرعت فيها أنا، فى وحدة الغربة حماية من خوفنا بالحكم علينا لما نقوم به، إن كان صحيحًا أم خاطئًا، ولكن مسار الحقيقة لن يكتمل إلا إذا شاركنا بما فى قلوبنا مع من هم الأقرب والأعزّ فى حياتنا.
الخوف يحمى لفترة معينة، ولكن لا يمكن له أن يبقى دائمًا، للخوف الشخصى أو الاجتماعى نهاية دائمًا.
فى بعض الأحيان ينكسر حاجز الخوف فى ثورة اجتماعية، وأحيانًا أخرى فى خطواتٍ يخطوها الشخص فى حياته، وبهذا كل من يكسر حاجز الخوف يكون مثل شمعة تنير الطريق للشخص الآخر الذى مايزال فى كهف الخوف، وبهذا المنطق قررت أن أكسر حاجز خوفى من حكم مجتمعى العربى لأنى شاهدت شجاعة شابات وشباب عرب فى كسر خوفهم، فقوتى منهم وحبى إليهم.
وتقول المؤلفة: أترككم بكل أسرارى، وأطلب منكم أن تحملوها بنفس الروح التى شاركت فيها قصصى، بحميمية، هذا الكتاب عكس المثل العربى الذى يقول: "نفضح - بنشر قصصنا"، أنا مؤمنة أنه حان الوقت لأن نتكلم عن قصصنا، وبهذا التكلم نبنى جسرًا من الفهم والحب أكبر وأقوى من جسر الصمت التى أثبتت أنها تبعدنا بعضنا بدل أن تقربنا، التغيير الذى نريده فى حياتنا يبدأ من أنفسنا ومن قلوبنا وحياتنا الشخصية وعائلاتنا ثم من مجتمعنا، وكل من يسير فى حياته وواجباته بصراحة سيجد الصعوبات، وسيواجه مخاوفه ومخاوف المجتمع حوله، ولكن لابد له أن يصل إلى حريته الشخصية بقبول أو بعدم قبول المجتمع، وعيش الحياة من مبدأ الحرية والحقيقة بدون أقنعة وأسرار، هو أنقى مايمكن للقلب وأصح للروح والجسد، وأكثر من كل شيء، عيش الحياة بصراحة، مهما كانت صراحتنا، وحقيقتنا هو أكبر تعبير عن الحب والاحترام إلى خالقنا.