هل سمعت من قبل عنآلة أنتيكيثيرا،إنها قطعة أثرية ميكانيكية معقدة من التروس، اخترعها الإغريق للحساب الفلكى لمواقع الأجرام والتنبؤ الدقيق بالخسوف، ويعدونها أول ساعة فلكية معقدة، حيث يعتقد أن اختراعها يعود إلى 100 ق.م - 150 ق.م، ومؤخرًا سعى العلماء لحل لغز نظام التروس الموجود بها، وتوصل فريق متعدد التخصصات في University College London إلى نموذج حسابى يماثل نتيجة الآلة، التى تابع الإغريق بواسطتها دوران كوكبى الزهرة وزحل، وفقًا لورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Scientific Reports، فما هى قصة اكتشاف الآلة.
وتعود قصة اكتشاف الآلة إلى عام 1901 عندما انطلق قارب يونانى لصيد الإسفنج من جزيرة تسمى سيمى، وتفاديًا لعاصفة آنذاك رسا القالب بالقرب من الساحل الشمالي لجزيرة أنتيكيثيرا الصغيرة النائية، وبعد أن استقر الجو وهدأت العاصفة، غطس أحد الغواصين للبحث عن الغرض الذى جاء له وهو البحث عن الأسفينج.
وخلال الغوص شاهد شيء غريبا في قاع البحر وهو حطام لسفينة غارقة، وخيل له أن ما يوجد بالسفينة نساء عاريات ولكن بعد الاقتراب من الحطام اكتشف انها تماثيل برونزية إغريقية رومانية، إلى جانب مجموعة من المجوهرات وأوانى فخارية وأثاثًا.
كما كان ضمن الأشياء التى تم العثور عليها صندوق من الخشب صغير وعندما أرادا فتحه تبين أنه يحتوى على ترتيب معقد من مسننات برونزية، وأقراص مدرجة، أحالها التآكل الشديد إلى كتَل مشوهة من معدن أخضر، وفيما بعد تبين أنها آلة أنتيكيثيرا.
وعند فحص الآلة من خلال خضوع المسننات إلى الأشعة السينية لمعرفة وظيفتها، تبين أنها عبارة عن جهاز برونزى للرصد الفلكى، وكانت مكونة من عشرات التروس والقطع الأخرى، واستخدمت لمتابعة حركة الكواكب والأجرام الفلكية وتحديد مواعيد الأحداث الفلكية مثل كسوف الشمس.
ومؤخرًا، وبعد إجراء دراسة حديثة قال المؤلف الرئيسى للبحث تونى فريت، المهندس الميكانيكى فى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، "إن نموذجنا هو النموذج الأول الذي يتوافق مع جميع الأدلة المادية ويتطابق مع الأوصاف الموجودة في النقوش العلمية المحفورة على الآلة نفسها، حيث يتم عرض الشمس والقمر والكواكب في جولة رائعة من التألق اليوناني القديم".