كان الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، حالة متفردة في التاريخ الإسلامي، وكانت له العديد من الصفات، فهو الشجاع الذى لا يهاب، والفارس الذى لا يقهر والبليغ صاحب الأدوات التأثيرية والقدرة على المخاطبة، وله نصوص شعرية منسوبة إليه تدل على معرفة بالمعانى وقدرة على صياغة اللفظ، كما تدل على إيمان عظيم ومن ذلك قوله:
وكم لله من لطفى خفى
يدق خفاه عن فهم الذكى
وكم يسر أتى من بعد عسر
ففرج كربة القلب الشجى
وللإمام على كتاب مهم فى التراث هو "نهج البلاغة" يقرأه الناس بشغف، لما فيه من كلام محكم وخطب دالة على بلاغة الإمام ومعرفته الواسعة بطرق التأثير فى الآخرين.
وكم أمر تساء به صباحا
وتأتيك المسرة بالعشى
إذا ضاقت بك الأحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلى
وهذه الأبيات التى نقرأها، تملك قدرة عالية على الحياة، فهى تعيش حتى الآن بنفس قدرتها الكبرى على صناعة حالة وجدانية، وقد أنشدها الشيخ محمد عمران وحققت نجاحا كبيرا لدى المستمعين، وراح كثير من الفنانين يتبارون في إعادتها والتغنى بها وإنشادها.
ولا تجزع إذا ما نابك خطب
فكم لله من لطفى خفى