على مدى الأزمنة اختلف الناس حول أهمية الفلسفة، ومع التقدم والتطور الهائل الذى تشده كل المجالات المحيطة يبدو أن السؤال حول أهمية الفلسفة لا يزال مستمرا وقادرا على فرض نفسه.
ونلقى الضوء على كتاب لـ لماذا نتفلسف تأليف لورانس فانين ترجمة محمد شوقى الزين، والذى ينطلق من فكرة أن التساؤل والتفكير الفلسفى مفيدان للفكر، يُشجِّعان فينا اقتناء مكان للحرية، بالابتعاد عن الظنون التى يحرِّكها المجتمع وأحكامنا المسبقة.
يقو الكتاب، يمكن تعريف فعل التَّفلسف على أنه محاولة فى التساؤل حول المعرفة فى مواجهة الجهل؟ ويمكن للفلسفة أن تُسْهم فى المصالحة بيننا وبين الغير والعالم المعاصر؟ ومن الواضح أن التَّفلسف يتواقت مع فعل التساؤل، فقد كان ميلاد الفلسفة يتميَّز بالفعل بالدهشة عند اليونان.
بالطيع لم تكن دهشة ساذجة ومغفَّلة، بل كانت دهشة حَدْسية تُشجِّع على الفضول الفكرى وعلى التفكير والتأمُّل، كان الأمر يتعلَّق بالتساؤل حول الظواهر، والعمل على فهمها، إذا كانت الفلسفة ترتبط منذ البداية، فى العصر القديم، بالشعائر وبالأسطورة، ومن ثمَّ بنوعٍ من الاعتقاد، فإنها انفكَّت عن ذلك، وتحرَّرت من التصوُّر الشعبى للكون، غير أن سؤال أصل العالم كان حاضراً بقوَّة، لأن فى المرَّة التى وجد فيها البشر أنفسهم "ملقون" فى العالم، فإنهم تساءلوا ولا يزالون يتساءلون بإصرار عن المكان الذى أتوا منه، ولماذا ثمَّة كائن.