يعد محمود درويش (1941- 2008) أحد أبرز الشعراء في تاريخ اللغة العربية، عاش في فترة صعبة على مستوى التاريخ، حيث وطنه فلسطين واقع تحت الاحتلال الإسرائيلى، وكان لذلك كله أثره الكبير في شعر "درويش" وفى الوقت نفسه كان له أثر في الأزمات التي تعرض لها، ومنها الشائعات.
يقول محمود درويش فى إحدى قصائده "أنا هنا، وماعدا ذلك شائعة ونميمة" ردا على هذه الشائعات التى حاولت النيل منه فى حياته ومماته، ولعل "درويش" حاول بكلمته سالفة الذكر أن يعبر قبل رحيله عن الجدل المثار حوله دائما.
ونعيش هذه الأيام الذكرى الـ80 على ميلاد الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، إذ ولد فى 13 مارس من عام 1941، وهو أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه، وفى شعر درويش يمتزج حب الوطن والحبيبة الأنثى، كما أنه قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينى التى تم إعلانها فى الجزائر، ورغم فراقه منذ أكثر من 12 عامًا، لكن الشائعات ما زالت تطادره حتى اليوم، ومن أبرزها:
اغتيال ناجى العلى
اتهم البعض ومن ذلك كتاب "أكله الذئب.. السيرة الفنيّة للرسام ناجى العلى" للكاتب شاكر النابلسى، بأن الشاعر العربى الكبير محمود درويش، كانت له علاقة ما بما تعرض لله رسام الكاريكاتير الفلسطينى الشهير ناجى العلى، 1987 عندما تم اغتياله في لندن، وبالطبع لا يوجد أي دليل على هذه الشائعة، التي تنفى طبيعة محمود درويش أن يكون قد شارك فيها.
التطبيع مع المحتل
الذين يتهمون محمود درويش بالتطبيع لا يعرفون طبيعة الأزمة الفلسطينية، لقد راح البعض يتهمه بسبب قصة حبه المزعومة للفتاة اليهودية "ريتا" التى ذكرها فى قصائده، كذلك وجهت له اتهامات بوقوفه ضد المقاومة الفلسطينية، فوفقا للباحث أحمد أشقر فإن درويش خشى الإسرائيليين بعد قصيدته "رقصة الهدهد الأخيرة"، لأن اليهود يعتبرون الهدهد نجسا ومراوغا ورمزا للتدمير، واعتبر أن درويش "يتنصل من المقاومة عند اليهود ومقاوم أمام العرب" بعدما أبلغه عضو عربى فى الكنيست أن الإسرائيليين متضايقون وربما يفكرون باغتياله، وأشار إلى أن قصيدة "لماذا تركت الحصان وحيدا" جاءت بمثابة "صلحة" حسب رأيه، وذلك حسبما جاء فى أمسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين فى أكتوبر من عام 2012 بعنوان "درويش والتوراة".
إثبات أبوة
فى يونيو الماضى، خرج الشاعر السورى الكبير ذو الأصول الكردية سليم بركات، ليفشى ما اعتبره البعض سرا عن الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، حيث زعم أن الأخير اعترف له أنه له ابنة غير شرعية، وذلك فى مقال نشره يقول إن محمود درويش اعترف له فى قبرص عام 1990 بقوله "لى طفلة، أنا أب، لكن لا شىء فى يشدنى إلى أبوة" ويقول سليم بركات "صارحته المرأة مرتين، ثلاثاً، فى الهاتف بابنته، ثم أثرت إبقاء ابنتها أمل زوجها، حيث الحياة أكثر احتمالاً بلا فجاءات" ويتابع "محمود لم يسأل المرأة، حين انحسر اعترافها، وانحسرت مبتعدة فى العلاقة العابرة، عن ابنته".