نشاهد، اليوم، صورة عالمية جميلة بعنوان "النهر والجليد والطيور" التقطها الفنان المجرى "بيتر تشاكفارى" من جسر مارجيت فوق نهر الدانوب.
يمكن أن نتأمل هذه الصورة ونبحث فى مفرداتها، إنها معبرة بالفعل، لأنها تحمل فى داخلها تتناقضات تعبر فى مضمونها عن الحياة والموت، البدء والانتهاء.
ويمكن القول إن هذه صورة جميلة بالفعل، ففيها الظل وفيها الظلمة، وفيها الماء والحصى والجليد، تأمل الضوء إننا لا نعرف، على وجه التحديد، ما الذى يضيء المنظر ولكنه مضاء بالفعل، تشعر كأن أشعة الشمس منعكسة على كل الصخور التى تمثل الشاطئ.
وبالفعل يمكن أن نتوقف مع كل عناصر الصورة، ولتكن البداية مع النهر، الذى يبدو مظلما هادئا، ثابتا فى مكانه، بلا حركة، كأنه بئر سحيقة لا تعكس شيئا.
أما الجليد، فإنه يذوب، يتناقص ويكاد يختفى، ومن الواضح أنه كان مسيطرا لكن الطقس الدافئ راح يدفعه للنهاية، جعله مجرد أثر صغير على ما كان، والعجيب أن ذلك يحدث فى صمت، تعكسه مفردات الصورة، ولو التقط المصور صورة أخرى للمكان نفسه بعد أسبوع من هذا الوقت، ما كان سيجد أثرا للجليد.
ثالث مفردات الصورة وأبرزها هو الطائر الوحيد، الذى يعلن انتصار الحياة، يعلن أن الدفء يمنحه القدرة على التحليق بكل هذه الثقة فوق النهر وبالقرب من الشاطئ.