تستعد وزارة السياحة والآثار المصرية لنقل مومياوات المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة، ويصل عددها إلى 22 مومياء ملكية، واليوم نلقى الضوء على الملك المصرى تحتمس الثانى.
وتحتمس الثانى هو ابن تحتمس الأول من زوجته "موت نفرت"، وهو الابن الوحيد الذى عاش لأبيه، وتزوج من أخته الملكة الأشهر حتشبسوت، ونشأ الخلاف بينهما، نظرًا للفارق الكبير بينهما ولسوء حالته الصحية ولضعف شخصيته، ولقوة شخصية حتشبسوت وطموحها الكبير نحو تولى حكم البلاد منفردة، فجعلت من وجوده رمزيًا.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، ونتيجة هذا الخلاف بينهما، انقسمت البلاد إلى حزبين، وسادت الدسائس والمؤامرات، وتحين النوبيون الفرصة وخرجوا عن السيطرة المصرية من العام الأول من حكمه.
وأوضح الكتاب، وعلى الفور أرسل تحتمس الثانى جيشًا إلى النوبة فهزم المتتربصين، وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعى، كما ذكر الموظف الشهير أحمس ابن نخبت فى سيرته الذاتية المعروفة أنه خاض حربًا فى عهد تحتمس الثانى وقام فيها بضرب البدو الشاسو الذين كانوا يعيشون على حدود فلسطين، وتم العثور فى منطقة الدير البحرى على نقوش من عهد تحتمس الثانى تشير إلى إشارات غامضة لحملات قام بها فى بعض الأماكن فى سوريا، وربما استغلت بعض القبائل المقيمة فى صحراوات مصر الغربية فرصة الخلاف بين الملك والملكة على عرش البلاد، فقامت بالثورة وشق عصا الطاعة، مما دفع الملك إلى إرسال حملة حربية للسيطرة عليهم وذلك وفقًا لنص تم تسجيل اسم الفرعون عليه فى واحة الفرافرة فى مواجهة أسيوط فى مصر الوسطى، وفى المجمل الأعم، لم تكن جهود تحتمس الثانى الحربية بنفس القوة والعظمة كسابقيه من ملوك مصر المحاربين العظام الذين قاموا بذلك قبله.
وأشار الكتاب إلى أنه لم يعرف إن كان تحتمس الثانى مات ميتة طبيعية أم لا، وبفحص مومياء هذا الملك، تبين أنه كان طويلاً، غير قوى البنية، وكان أصلع الرأس، ووسيمًا، ومتأنقًا، وأنجبت له زوجته الرئيسية حتشبسوت الأميرتين نفرو رع ومريت رع حتشبسوت، وتزوج أيضًا تحتمس الثانى من زوجات ثانوية مثل إيزيس التى أنجبت له، ابنه، فرعون الحرب والتوسعات الملك الأعظم تحتمس الثالث سيد المحاربين وأعظم ملوك مصر والشرق الأدنى القديم.
ولقد عثر على موميائه فى خبيئة الدير البحرى، والتى تؤكد موته وهو فى شبابه "فى سن الخامسة والعشرين أو الثلاثين".
يذكر أن عدد المومياوات التى سيتم نقلها يبلغ عددها 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".