بدأ العد التنازلى لإقامة فعاليات الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، والمقرر إقامته فى الفترة من 30 يونيو إلى 15 يوليو المقبلين، وذلك بعد تأجيله من موعده الأصلى فى 23 يناير، بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمعرض عن اختيار الأديب الكبير يحيى حقى شخصية المعرض فى دورته المقبلة.
ويعتبر الأديب يحيى حقى، علامة بارزة فى تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين فى مجاله الأدبى نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.
وطوال حياته التى امتدت من 17 يناير 1905 حتى توفى فى 9 ديسمبر 1992، انحاز "حقى" لممارسة ثقافية عنوانها المتعة والزهد فى الشهرة، والسعى إلى رعاية المواهب.
وأرخ "حقى" فى مؤلفاته التى جمعها فؤاد دوارة، دور أعضاء "المدرسة الحديثة"، الذين كانوا يناضلون من أجل الحقوق السياسية والعدل الاجتماعى خلال ثورة 1919 فى مصر، وساهم فى تحرير مجلتهم الفجر (1925 – 1926)، ونجح فى جعل كتاباته المتنوعة دروساً فى قوة التعبير وبساطته، والكتابة، وبلغت معارفه اللغوية الدرجة التى دفعت علماء اللغة لترشيحه رئيساً لمجمع اللغة العربية، لكنه رفض متمسكاً بـ"العزلة المختارة".
والتحق "حقى" بوظائف صغيرة فى الخارجية المصرية، حيث عمل فى القنصليات المصرية فى جدة حتى عام 1934، وبعدها نُقل إلى القنصلية المصرية فى روما، التى ظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الثانية فى سبتمبر عام 1939.
وعاد يحيى حقى بعد ذلك إلى القاهرة ليعين سكرتيراً ثالثاً فى الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية، ومكث بالوزارة 10 سنوات، ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول، حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، وظل يشغله حتى عام 1949.
وتحول بعد ذلك إلى السلك الدبلوماسى، إذ عمل سكرتيراً أول للسفارة المصرية فى باريس، ثم وزيراً مفوضاً فى ليبيا عام 1953.
وترأس "حقى" الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ فى العمل، حيث يحكى نجيب فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" لرجاء النقاش، عرفت الأستاذ يحيى حقى فى الوظيفة، فقد أنشأ وزير الإرشاد فتحى رضوان، مصلحة الفنون، واستمرت هذه المصلحة خلال الفترة الممتدة من سنة 1955، إلى عام 1959، وتم تعيين يحيى حقى فى منصب مدير المصلحة، وطلب اثنين من المساعدين واختارنى أنا وعلى أحمد بكثير، وعملت مديرا لمكتبه، كان "حقى" أول وآخر من تولى إدارة مصلحة الفنون، وبسبب علاقتى الوظيفية معه اقتربت منه أكثر.
وأضاف كنت قرأت له "قنديل أم هاشم" سنة 1945، ووجدت فيها عذوبة وفنا رفيعين، وتعرفت على حقى أول مرة فى نادى القصة، ثم حضرت دعوات فى بيته بالزمالك ضمن آخرين، البساطة التى وجدتها فى أدب يحيى حقى، كانت هى نفسها ما يميزه فى الوظيفة، قد كان صديقا لمرؤوسيه، أما صداقتنا الخاصة فقد ازدادت بمرور الأيام عن طريق الحوار والمؤانسة، وكنا نمضى اليوم معا فى مصلحة الفنون، ثم يصطحبنى فى سيارته لتوصيلى إلى بيتى فى العباسية، قبل أن ينطلق إلى مسكنه الجديد بمصر الجديدة.
وحين نال نجيب محفوظ جائزة نوبل قال إنه يشعر بالخجل أن نال الجائزة فى حياة "حقى"، الذى كان الأحق بها، بوصفه صاحب الدور الأكبر فى التأسيس للقصة والرواية كنوع أدبى جديد، لولا ما بذله "حقي" مع توفيق الحكيم لتأصيل هذا الفن هو وكُتاب "المدرسة الحديثة".