فى مثل هذا اليوم 18 مارس من عام 1965م، رحل عن عالمنا الملكفاروق الأول، آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، حيث استمر حكمه مدة 16 عامًا حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، ليغادر إلى إيطاليا ويموت هناك خلال تناوله للعشاء فى أحد المطاعم، فماذا كانت كواليس ليلة العشاء الأخير؟
كان الملك فاروق فى ليلة وفاته يبدو لناظريه مسرور النفس، منشرح الصدر، يضحك من أعماق قلبه كمن لا يحمل همومًا أو يشكو شجونًا شأنه شأن أى إنسان تتوافر لدية سبل السعادة، وفى تلك الليلة وكعادة الملك فاروق كانت مائدته تمتلئ بالطعام وتفيض بأشهى وأفخر وألذ وأغلى أنواع المأكولات التى كان فاروق يلتهمها بسرعته الفائقة التى كانت تثير دهشة المحيطين به فى أحد المطاعم بإيطاليا، حسب ما ذكر كتاب "الملك فاروق آخر ملوك مصر" للكاتب هشام خضر.
وأوضح كتاب "الملك فاروق آخر ملوك مصر"، أنه أثناء تناوله الطعام فى تلك الليلة الأخيرة رجع فاروق فجأة إلى الوراء، وفى التو أسرع نحوه جرسونات المطعم الذين حملوه على أريكة طويلة، ثم سرعان ما تخلصوا من رابطة عنقه ثم الحزام وبعده الحذاء فى ثوان معدودة.
ويشير الكتاب إلى أن أحد الزبائن كان جالسًا بالقرب من هذا المشهد، وقد هرع إلى فاروق وأجرى له عملية تنفس صناعى بعد أن لاحظ أن وجه فاروق قد تحول من اللون الأحمر إلى الأزرق، وحين تعذر على الحضور إنقاذه من الأزمة الطارئة التى ألمت به استدعت إدارة المطعم سيارة الإسعاف التى حضرت مسرعة لتحمله وهو ينبض بصعوبة متمسكًا بالحياة التى وهبها جاهه وعرشه وعمره، وسرعان ما لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف ليفارق الدنيا بأسرها بعد حياة حافلة بالأحداث التاريخية والمواقف.