في مثل هذا اليوم 20 مارس من عام 1815، عادنابليون بونابرت إلى باريس من منفاه فى جزيرة إلبا، وبدأت بذلك فترة المائة يوم التي حاول خلالها إعادة بناء إمبراطورتيه، فكيف هرب؟ وكيف استقبله الشعب؟ وماذا فعل عند عودته؟.
يقول كتاب "كلمات نابليون"، للباحث إبراهيم رمزى، إن نابليون ركب زورقا قام به من جزيرة ألبا إلى ناحية بجوار بلدة "كان" على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولندا وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال "ناى" أحد قواد نابليون المشهورين، وذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره فى قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه "يحيا الإمبراطور" لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
ويقول الكتاب أن هذا الدعاء كان له قصة أنه لما التقى نابليون بهؤلاء الجند وعلم أنهم إنما أتوا للقبض عليه وقف أمامهم على ظهر جوادة ثم قال: " يا عساكر أسترليتز وأبطال أوربا، هل جئتم لتقبضوا على قائدكم؟!" قالوا جميعًا بصوت المتحمس: "ليحى الإمبراطور" ثم نادى عليهم نداءه المحبوب واجتمعوا وراءه فى مشهد عظيم وكان الملك لويس قد غادرها قبل وصوله بساعة.
ووصف الكتاب المشهد: هناك بين صهيل الخيل وصلصلة السيوف وجر العربات تقدم نابليون فى عربة حتى وصل إلى قصر التوليرى، فصعد إلى غرفة المطالعة، وهناك أخذ يباشر الأعمال كعادته كأنما كان فى فسحة قصيرة ثم عاد إلى العمل، هنالك أخذ يشتغل ليل نهار بعزيمة لم يعرف لها حد.