يعد بشار بن برد واحدا من أبرز الشعراء الإسلامين، ولد فى نهاية القرن الأول الهجرى سنة 96 هجرية، عند بنى عقيل فى بادية البصرة، ونشأ وتعلم فيها، واشتهر شعره فيها، سكن حران مدة، وتنقل فى البلاد مدة.
يُزَهِّدُنى فى حُبِّ عَبدَةَ مَعشَرٌ
قُلوبُهُمُ فيها مُخالِفَةٌ قَلبى
فَقُلتُ دَعوا قَلبى بِما اختارَ وَاِرتَضى
فَبِالقَلبِ لا بِالعَينِ يُبصِرُ ذو اللُبِّ
كان بشار بن برد فارسيا، وعلى قدر ما أثار ذلك ضده الكثير من الأزمات، فقد كان مفيدا له أيضا، بمعنى أن لحظات التوتر فى حياة الإنسان خاصة الشاعر تكون هى دوافع الإبداع فى أحيان كثيرة.
كما ان كتب التراث تذهب إلى أنه كان دميم الخلقة، أعمى، طويلاً ضخم الجسم، عظيم الوجه، جاحظ العينين، وقد أثر ذلك فى نفسه كثيرا، خاصة أن البعض راحوا يضربون بقبحه المثل.
ومع ذلك نجد تنوعا فى شعر بشار بن برد، ومن ذلك ما كتبه فى الحب:
وَما تُبصِرُ العَينانِ فى مَوضِعِ الهَوى
وَلا تَسمَعُ الأُذنانِ إِلّا مِنَ القَلبِ
وَما الحُسنُ إِلّا كُلُّ حُسنٍ دَعا الصِبا
وَأَلَّفَ بَينَ العِشقِ وَالعاشِقِ الصَبِّ
لا أحد يعرف الحقيقة، ولكن راحت كتب التراث تصفه بأنه كان جريئا فى الاستخفاف بكثير من الأعراف والتقاليد نهما مقبلا على المتعة عاش ما يقرب من سبعين عاما قبل أن يقتله الخليفة العباسى المهدى متهما اياه بالزندقة وكان بشار إلى جانب جرأته فى غزله يهجو من لا يعطيه وكان قد مدح الخليفة المهدى فمنعه الجائزة فهجاه.