تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية مع الاغتيالات السياسية، تاريخ دموى ملىء بوقائع عدة فى إطار منهج العنف والإرهاب الذى تتبناه تلك الجماعة الإرهابية، التى ارتكبت العديد من الاغتيالات السياسية منذ بداية تكوينها على يد حسن البنا حتى الآن، وعلى مدار تاريخ الجماعة الذى يقترب من المائة عام كانت هناك العديد من الأعمال الإرهابية والاغتيالات، جعلتها جماعة يدها ملطخة بالدماء، ويستعرض "انفراد" فى السطور التالية أبرز وقائع الاغتيالات السياسية للجماعة..
أحمد الخازندار
اغتيل "الخازندار" فى صباح يوم 22 مارس 1948، بعدما خرج من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته، وكان فى حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والتى اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوى جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما. أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا فى دمائه.
النقراشى باشا
تورطت الجماعة فى اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر فى عام 1948، تلك الحادثة التى كان لها تأثير سلبى على الجماعة، بعدما فشل حسن البنا مؤسس الإخوان فى التنصل من قاتل النقراشى.
تفاصيل تورط الإخوان فى تلك الحادثة، جاءت فى اعترافات يوسف ندا، القيادى التاريخى للإخوان فى كتابه "من داخل الإخوان المسلمين"، حيث قال فى كتابه إنه فى صباح 28 ديسمبر 1948، كان النقراشى، يدخل مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة، متجها إلى المصعد ومعه حراسه، كان قاتله متنكرا فى زى ملازم أول بالشرطة، وكان جالسا منتظرا وصول "النقراشى" فى بهو المبنى، وعندما دلف النقراشى إلى البهو وقف ذلك الشاب مؤديا له التحية، ثم تبعه نحو المصعد، وهناك أخرج من جيبه مسدسا، وأطلق ست طلقات، أصابت خمس منها النقراشى باشا، وقتل فى الحال.
أحمد ماهر باشا
من الوقائع أيضًا، هى تورط الجماعة فى اغتيال أحمد باشا ماهر، رئيس وزراء مصر الأسبق، فرغم مساعى الإخوان للتنصل من تلك الجريمة والزعم بأن القاتل لا ينتمى للتنظيم إلا أن شهادة تاريخية لأحد من انتموا للجماعة أكد أن مرتكب الجريمة ينتمى للجماعة.
قصة قتل أحمد باشا ماهر، وقتل الإخوان له كان بدايتها، أن رئيس وزراء مصر حينها كان يقود مساعى مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية بجانب الإنجليز وبالتحديد فى عام 1945، وخلال توجه أحمد ماهر باشا إلى مجلس الشيوخ لعرض القرار عليهم، أقدم شاب يدعى محمود العيسوى على إطلاق النار على رئيس وزراء مصر ليلقى مصرعه فى الحال، وخلال القبض على "العيسوى" زعم أنه ينتمى إلى الحزب الوطنى، ولكن شهادة القيادى التاريخى بالإخوان أحمد حسن الباقورى فى كتابه "بقايا ذكريات" أكد أن العيسوى هو عضو إخوانى، حيث قال فى كتابه إن أعضاء النظام الخاص داخل الإخوان لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد إسقاط حسن البنا فى انتخابات الدائرة بالإسماعيلية، وكان العيسوى من أكثر المتحمسين لذلك.
محاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادى
محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم عبد الهادى، عام 1949، وهى الواقعة التى يكشفها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "فى أعقاب الثورة المصرية- ثورة 1919"، حيث أكد أن جماعة من شباب الإخوان استأجروا خصيصا منزلا بمصر القديمة، يقع على الطريق الموصل من القاهرة إلى حلوان، حيث يمر رئيس وزراء مصر حينها عليه يوميا، فى طريقه من المعادى إلى مقر مجلس الوزراء والعودة منه.
عبد الرحمن الرافعى يتحدث فى كتابه عن تفاصيل الواقعة، قائلا: "عاش الشباب عدة أيام فى البيت المستأجر، يراقبون الحال، ويتابعون تحركات رئيس الوزراء، حتى حددوا موعد تنفيذ عمليتهم الإرهابية باغتياله يوم 5 مايو، ولكن فى اليوم المحدد لتنفيذ عملية الاغتيال راقب شباب الجماعة سيارة رئيس الوزراء، ومرت سيارة ظنوها سيارته، فهاجموها بإلقاء القنابل، وإطلاق الرصاص عليها من مدفع رشاش فبادر سائق السيارة بالإسراع بها فتفادى الرصاص."