نواصل إلقاء الضوء على كتب الفيلسوف المصرى عبد الرحمن بدوى (1917 – 2002) والذى يعد واحدا من أبرز المفكرين فى القرن العشرين، ونتوقف اليوم مع كتابه "رسالة فى التسامح" وهو ترجمة للرسالة الشهيرة لـ جون لوك، والتعليق عليها.
فى هذه المقدمة، يستعرض الدكتور عبد الرحمن بدوى عرضا للأفكار الرئيسية الواردة فى رسالة التسامح ومنها، لا بد من التمييز الدقيق بين المهمة الحكومة المدنية، وبين مهمة السلطة الدينية، واعتبار الحدود بينهما ثابتة، كذلك فإن رعاية نجاة روح كل إنسان هى أمر موكول إليه هو وحده، ولا يمكن أن يعهد بها إلى أية سلطة مدنية أو دينية.
وميزت الرسالة فى التسامح الدينى بين نوعين: التسامح الشكلى، والتسامح الموضوعى، فالتسامح الشكلى هو أن تترك الأديان الأخرى وشعائرها بحرية، ونقيضه هو إرغام الأديان الأخرى على الخضوع لهيئة دينية.
أما التسامح الموضوعى فلا يقتصر على مجرد احتمال وجود الأديان الأخرى وشعائرها، بل هو أساسًا الاعتراف الإيجابى بالأديان الأخرى على أنها مذاهب ممكنة لعبادة الله.