غريب أمر الشاعر أبى نواس، فمن يحبون الدنيا ومدحها يعرفونه، ومن يحبون الزهد وشجونه يعرفونه، لقد مر بحالات وعبر عن كل شىء فى الحياة، وبقى شعره خالدا فى ديوان العرب.
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبى كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
هو أبو على الحسن بن هانئ، كان أبوه هانئ من جند مروان بن محّمد آخر خلفاء بنى أمية، و هو من أهل دمشق انتقل إلى الأهواز مرابطاً، فلقى هناك جلّبان فأحبّها و تزوجها وولدت له عدﺓ أولاد منهم أبو نواس.
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدى فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لى إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّى مُسلِمُ
كتب أبو نواس فى معظم فنون الشعر من المديح والهجاء والرثاء والعتاب والغزل وأكثر من وصف الخمر حتى عد شاعر الخمر، وكتب فى الزهد حتى صار ما يقوله حيا بين الناس حتى هذه الحظة.
تميز شعر أبى نواس فى كل مراحل كتابته بـ لغة حية شيقة، ليست صعبة ولا مركبة، كما تميز بقدرة غريبة على ابتكار الصور الشعرية وتنوعها.