نشاهد، اليوم، صورة مميزة، كل ما فيها له معنى ودلالة، إنها تحكى عن العصافير ووحيد القرن، وقد فازت هذه الصورة بجائزة عالمية فى عام 2018.
يبدو أن الصورة التقطت فى أفريقيا، لست متأكدا من هذ المعلومة، لكن الانسجام الذى يجمع عناصر الصورة يرجح ذلك، فلدينا السماء بألوانها المتداخلة، ووحيد القرن بهدوئه الظاهر، والعصافير المنزعجة، وحتى الحشائش التى تقاوم الموت وترفع هامتها قليلا، كل ذلك يريد أن يصل بنا إلى مستوى متكامل من الفن ومن الحياة.
التقطت الصورة لحظة الغروب، أى أن العصافير كانت قد عادت إلى أعشاشها واستقرت متمنية لنفسها ليلة هادئة، ولكن عندما اقترب وحيد القرن فزعت وخافت وتركت أعشاشها محلقة للسماء طالبة الأمان هناك، حدث ذلك مع أنه وحيد القرن في ظنى كان يسير على غير هدى، هناك شىء ما أرقه، فسار في الغابة ولم ينتبه إلى الشجرة ولا إلى العصافير، لكنها عندما طارت فجأة انزعج فوقف فى مكانه، ونظر إليها.
لنا أن نتخيل أن العصافير تمنت فى هذه اللحظة لو كانت حيوانا قويا مثل "وحيد القرن" ما كانت ستفزع بهذا الشكل، بينما وحيد القرن يتمنى لو كان صغيرا وخفيفا مثل "عصفورة لطار في الفضاء ونسى كل ما أثقله في الأرض.