تمراليوم، الذكرى الـ1212 على تولى أبو عبد الله محمد الأمين الخلافة بعد وفاة والده الخليفة هارون الرشيد، وذلك فى 24 مارس عام 809م، وهو سادس الخلفاء العباسيين، تولى الخلافة بين عامى 809 - 813 م، ودامت فترة حكمه خمس سنوات تقريبا، وأهم ما ميز عهده هو النزاع الذى قام بينه وبين أخيه المأمون، كان هذا النزاع استمرارًا للصراع القائم بين العرب والعجم داخل الدولة العباسية.
وبحسسب موسوعة "قصة الإسلام" إشراف راغب السرجانى، فإن سبب هذه الأحداث أن هارون الرشيد ولّى عهده أولاً محمد الأمين، والمأمون أسن منه " أكبر"، ولم يكن ما يزيد الأمين إلا أنه ابن زبيدة (زوجة الرشيد عالية النسب والحبيبة إلى قلبه)، وأراد الرشيد بعد ذلك معالجة هذه الغلطة ففعل ما يزيدها شرًا بتولية المأمون العهد بعد الأمين، ولم يقتصر على مجرد تولية العهد بل أعطاه من الامتيازات ما يجعله مستقلاًّ تمام الاستقلال بمنطقة خراسان والرى عن أخيه الأمين
وزاد الأمر اشتعالاً وجود الفضل بن الربيع الذى جرّأ الرشيد على إفساد ملكه وقتل البرامكة، فكان فى فئة الأمين وهو الذى أغراه بأخيه المأمون ولم يكن الأمين ينوى قتاله إنما فعل الفضل ذلك خوفًا على مصالحه.
لقد وصل الخلاف بين الأخوين إلى الاقتتال، والحقيقة لم يكن للأمين حسن تدبير بل كان مشغولاً باللهو والعبث، وكان عنده ثقة أنه سيقهر أخاه، بينما كان المأمون مشغولاً بتدبير أمره يجمع إلى مجلسه العلماء والفقهاء ويجلس معهم، حتى أُشرِبت قلوبُهم محبته، وباختصار فقد انتهى الأمر بمقتل الأمين على يد أحد قواد المأمون وبايع الناس المأمون.
ويذكر أنَّ أهل خراسان كانوا المؤيدين الأساسيين للمأمون فى حربه ضد الأمين حتَّى وصل إلى الخلافة، وكان الفرس يرغبون أن يبقى المأمون فى خراسان فى مدينة مرو حتَّى تصبح مرو مركز الخلافة العباسية ولكنَّ أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد المأمون، فاضطر المأمون إلى الرجوع إلى بغداد لإخماد هذه الثورات، التى انتهت على يده.