نشاهد، اليوم، عصفورا هدته طبيعته وحسن بصيرته فى بحثه عن الماء إلى اللجوء إلى صنبور فى حديقة عامة كى يشرب منه، والصورة التقطها المصور بودى جوناوان، وحصلت على جائزة كبرى فى مسابقة عالمية 2020.
فى ظنى أن جمال هذه الصورة يأتى من تكرارها، هذا المشهد تقريبا مر على جميع المصورين، وجميعهم لم يقاوموا شغف اصطياد اللقطة، لم يقل أحدهم لقد سبقنى غيرى وصورها، ولكن مع هذا التكرار لا تفقد اللقطة جمالها أبدا، نشاهدها فى كل مرة كأنها المرة الأولى، كأن الطائر هو الأول الذى يفعل ذلك، وكأن عيوننا تراه للمرة الأولى.
فى تلقينا لهذه اللقطة مستويات متعددة، منها جمال اللقطة المكتملة بألوان العصفور المتداخلة، وأجنحته التى ترفرف بصورة تعنى ثباته، ومنها ملاحظة قطرة الماء فى لحظة اتصالها بمنقار الطائر، ولمعة العينين بسبب الارتواء، بعد ذلك نذهب لنفكر فى المعنى العام للصورة، نفكر فى معانى متعددة منها ما يتعلق بالرزق والسعى، وفى الله سبحانه وتعالى الذى لا ينسى خلقه.