تمر اليوم الذكرى الـ80 على ميلاد سعدالله ونوس، إذ ولد فى 27 مارس عام 1941، وهو أديب ومسرحى سورى انطلق من بيئة فقيرة فى الساحل السورى، وصل إلى العالمية من خلال كتاباته المسرحية ومساهماته الأدبية فى مرحلة تاريخية مفصلية وقاسية فى تاريخ الشرق الأوسط.
جالت النصوص المسرحية السياسية لسعد الله ونوس المسارح فى العالم العربي، إذ يعد أحد أهم المسرحيين السوريين، ممن أسهموا فى إثراء المسرح السورى والعربى، وشكل مع فواز الساجر ثنائيًا ساحرًا قدم الكثير للحركة المسرحية العربية.
نشأ الكاتب المسرحى السورى سعد الله ونوس فى سوريا بمنطقة ريفية فقيرة فى الساحل السوري، تابع دراسته فى ثانوية طرطوس ومن ثم حصل على منحة لدراسة الصحافة فى جامعة القاهرة، حدث الانفصال بينما كان لا يزال طالباً الأمر الذى كان له الأثر البالغ على نفسيته وقد دفعه ذلك إلى كتابة أول مسرحياته.
واهتم ونوس بالمسرحيات التى تتناول المشاكل الاجتماعية والسياسية فى الوطن العربى أصيب بخيبات أمل كبيرة بعد نكسة 5 حزيران بالإضافة إلى حرب الخليج عام 1990، تم تشخيص مرض سرطان البلعوم من قبل الأطباء والذين توقعوا أن المرض سوف ينهى حياة ونوس خلال ستة أشهر لكنه صارع المرض لخمس سنوات وهو لا يزال يكتب، عاد مرض السرطان للظهور منهياً حياة المسرحى العالمى عام 1997.
لعل سعد الله ونوس كان يشكل بالنسبة لعدد لا يحصى من المثقفين والمبدعين العرب الضمير المعلن والقادر على المصارحة والتصريح العلني، فى مشهد الصمت، وكانوا يقنعون بذلك ليتسنى لهم الذهاب إلى النوم براحة زائفة، مطمئنين أن ثمة من يحمل عنهم عبء المجابهات، لقد كان ونوس أحد علامات الضمير الشجاع الذى بات يتقلص ويندر، خلق ونوس مسرحًا جديدًا مختلفًا عن مسرح الخطابة، فقد آمن بـ (الكلمة – الفعل) وخلق مسرحًا وجوديًا فلسفيًا.
طرح ونوس فكرة "تسييس المسرح" كبديل عن المسرح السياسى، كان مؤمنًا بأهمية المسرح فى إحداث التغييرات السياسية والاجتماعية فى العالم العربي، من أجرأ مسرحياته السياسية "الفيل يا ملك الزمان" (1969)، "الملك هو الملك" (1977)، و"رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" 1978.
كلف المعهد الدولى للمسرح، التابع لليونسكو، سعد الله ونوس بكتابة "رسالة يوم المسرح العالمي" لعام 1996، وكتب هذه الرسالة التى ترجمت إلى لغات العديد من بلدان العالم، وقرئت على مسارحها.
عام 1997 طلبت اللجنة المنظمة لجائزة نوبل للآداب من إدارة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم إبلاغ المسرحى الكبير سعد الله ونوس بنيله جائزة نوبل للآداب وذلك عن ترشيح المجمع العلمى بحلب- سورية ثم أجمعت على صحة الترشيح الأكاديميتان الفرنسية والسورية، لكن الموت غيب ونوس قبل أيام قليلة من هذا الخبر فلم ينل الجائزة، رحل ونوس فى 15 مايو 1997، مخلفًا إرثًا كبيرًا من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة التى ترجم الكثير منها إلى عدة لغات حول العالم.