يعرف الجميع الحلاج، فهو أشهر المتصوفة فى التاريخ الإسلامى، ولد فى عام 244 هجرية فى إحدى القرى القريبة من إقليم فارس، وقد جاءه لقب "الحلاج" من مهنة أبيه، على الرغم من أن هناك رواية صوفية ترى أنه اكتسبه عن كونه "حلاج الأسرار".
لبّيكَ لبّيكَ يا سرّى ونجوائـــى
لبّيك لبّيك يا قصدى ومعنائـى
أدعوك بلْ أنت تدعونى إليك فهـلْ
ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــى
عاش طوال حياته مثيرا للأسئلة أكثر من بحثه عن الإجابات، فهو لم يكن يركن إلى شىء ثابت ويحفظه ولا يريد من الأمور، سواء دينية أو دنيوية أن تمر مرور الكرام، لذا أثار غضب الجميع السياسيين والشيعة والسنة والصوفية ورجال الفكر والعامة.
يا عين عين وجودى يا مدى هممى
يا منطقى وعباراتى وإيمائـى
يا كلّ كلّى يا سمعى ويا بصرى
يا جملتى وتباعيضى وأجزائى
تقول كتب التاريخ إن الصوفى المشهور أبو منصور الحلاج تم سجنه فى سنة 301 هجرية، وأنه بعد ثمانى سنوات من السجن استيقظ وهو يعرف أن موعده مع الموت قد جاء، ففى مساء 23 ذى الحجة من عام 309 تم جلده 1000 جلدة، وفى صبيحة اليوم التالى قطعت أطرافه وصلب على جذع شجرة، أما فى صباح 25 ذى الحجة فقد قطع رأسه وصب النفط على بدنه وأحرق ثم حُمل رماده إلى رأس المنارة وألقى فى نهر دجلة.
يا كلّ كـلّى وكلّ الكـلّ ملتبس
وكل كـلّك ملبوس بمعنائـى
يا من به عُلقَتْ روحى فقد تلفت
وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائى
أبكى على شجنى من فرقتى وطنى
طوعاً ويسعدنى بالنوح أعدائـى
أدنو فيبعدنى خوف فيقلقنــى
شوق تمكّن فى مكنون أحشائـى
فكيف أصنع فى حبّ كَلِفْتُ به
مولاى قد ملّ من سقمى أطبّائـى
قالوا تداوَ به منه فقلت لهـم
يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـى
حبّى لمولاى أضنانى وأسقمنى
فكيف أشكو إلى مولاى مولائـى
اّنى لأرمقه والقلب يعرفـه
فما يترجم عنه غير ايمائـــى
يا ويحَ روحى من روحى فوا أسفى
على منّى فإنّى أصل بلوائـــى
كانّنى غَرق تبدو أناملــه
تَغوثُّاً وهو فى بحر من المـاء
وليس يَعْلَم ما لاقيت من أحدٍ
إلا الذى حلَّ منّى فى سويدائـى
ذاك العليم بما لاقيت من دنفٍ
وفى مشيئِتِه موتى وإحيائــى
يا غاية السؤل والمأمول يا سكنى
يا عيش روحى يا دينى ودنيائى
قُلْ لى فَدَيْتُكَ يا سمعى ويا بصرى
لِمْ ذا اللجاجة فى بُعدى وإقصائى
إِن كنتَ بالغيب عن عينى مُحْتَجِباً
فالقلب يرعاك فى الإبعاد والنائى