تمر اليوم الذكرى الـ100، على عودة سعد زغلول ورفاقه من المنفى، حيث لقى استقبالًا شعبيًا حارًا، ويقول المؤرخون ان القاهرة شهدت زحاما غير مسبوق على طول طريق الموكب من باب الحديد إلى بيت الامة، والسلطات البريطانية أعلنت فى الوقت نفسه أنها لن تتفاوض حول إنهاء الحماية المفروضة على مصر مع غير عدلى باشا يكن رئيس الحكومة الذى عينه السلطان فؤاد.
و جاء نفى الزعيم بعد أن خطرت له فكرة تأليف الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزى حيث دعا أصحابه عبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين إلى مسجد "وصيف" فى لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغى عمله للبحث فى المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى عام 1918م، لذا تخوف الاحتلال من إمكانية التحام الأمة المصرية وقام بنفيه هو ورفاقه.
واضطر الحاكم الإنجليزى إلى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصرى فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعدىزغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مره أخرى.
بعدها تم تشكيل الوفد المصرى الذى ضم سعد زغلول وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء فى الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول وفى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلا فى استقلال مصر تطبيقا لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى".
ومن هنا عاد سعد باشا زغلول من المنفى فى عام 1921، وقام بتأسيس حزب الوفد المصري، ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، ثم تولى رئاسة الوزراء من عام 1923 حتى عام 1924، حيث تمت حادثة اغتيال السير لى ستاك قائد الجيش المصرى وحاكم السودان، والتى اتخذتها سلطات الاحتلال البريطانى ذريعة للضغط على الحكومة المصرية، ومارست بريطانيا تهديدات شديدة ضد مصر، فاضطر سعد باشا لتقديم استقالة حكومته فى 24 نوفمبر 1924، واعتزل الحياة السياسية بعدها حتى وفاته فى 23 أغسطس عام 1927.