عاش الشاعر العربى الكبير أبو فراس الحمدانى خلال الفترة من "932-968" ميلادية، وكان شاعرا وأميرا فى الوقت نفسه، نعرفه كثيرا بسبب قصيته الشهيرة التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم أراك عصى الدمع" ولكننى فى الحقيقة أحب له بصورة أكبر قصيدته التى يقول فيها:
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربى حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ
أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نائى المَسافَةِ عالِ
جاءت القصيدة بعدما وقع الشاعر فى قبضة الروم، وظل فى الأسر 6 سنوات فى القسطنطينية حيث تباطأ فيها ابن عمه عن دفع فديته.
أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالَى أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالَي
تَعالَى تَرَى روحاً لَدَى ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ فى جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ
طبعا كان حظ أبوفراس السيئ أنه جاء فى عصر المتنبى الذى أخذ من الجميع حظهم فى الشعر، لكن أبا فراس كان متواجدا بقوة وهو من أسرة لها علاقة بالحكم فهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى، بل كانت النهاية السريعة لحياة أبى فراس، بسبب تصارعه على السلطة بينه وبين ابن أخته أبوالمعالى بن سيف الدولة.
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكى طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعى فى الحَوادِثِ غالِ