تمر اليوم ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ (1929- 1977) وكان الفنان سمير صبرى من المعاصرين لعبد الحليم وشارك معه فى أعمال فنية،وربطت بينهما صداقة، وكتب عنه فى مذكراته "حكايات العمر كله" التى صدرت عن "الدار المصرية اللبنانية".
يقول سمير صبرى:
تعلمت من عبد الحليم الدقة والاتقان فى العمل، وأعتقد أنه تزوج فنه، ومنحه حبه وعشقه، وكنت أحد الشهود على قصة حبه لـ سعاد حسنى، وغيرته عليها لمدة أربع سنوات، كان يحب لعبة الكومى، ولديه ذاكرة فظيعة فى حفظ الأرقام، وكان يوقف اللعب فى منتصف الليل، ويأخذنا فى سيارته الفيات السوداء، وهى واحدة من 5 سيارات يملكها، ويقودها بحثا عن سعاد.
يذهب أولا إلى منزلها ليرى إن كانت سيارتها موجودة أم لا، ثم يمر على بعض العمارات التى اعتادت سعاد الذهاب إليها للعب "الكوتشينة" مع أصدقائها، فهى كانت تدمن البوكر، وينادى حليم على البواب ويسأله عن الموجودين فى شقة فلان، ويقف تحت العمارة نصف ساعة أو ساعة، فى انتظار سعاد، ثم يمل ويرحل، كان حليم يغير عليها بشدة، حتى من مجرد لعبة الكوتشينة.
أربع سنوات من الحب والغيرة الشديدة والغضب من فوضاوية سعاد، حيث كان حليم منظما جدا، ولكنى خلال هذه السنوات الأربع، لم أشهد واقعة زواج ولم أرى وثيقة زواج، ولم تسكن سعاد شقة حليم، أوالعكس.