قالت خبيرة بيع الكتبعبر الإنترنت رانيا حنا إنه على الرغم من وجود سوق واعدة لبيع الكتب من خلال الإنترنت، إلا أنه لا توجد فى السوق سوى 3 منصات إلكترونية فى هذا المجال، إلى جانب وجود نحو 1200 ناشر فى عضوية اتحاد الناشرين، إلا أن غالبيتهم غير مهتم بتأسيس موقع إلكترونى، أو تقديم بيانات وصفية للكتب ما يعوق عمليات البيع، على الرغم من اتساع قاعدة مستخدمى الإنترنت قياسا لعدد السكان.
جاء ذلك خلال مشاركتها فى الجلسة التى استضافها معهد جوتة ضمن برنامج "القاهرة.. الأمل يبدأ"، التى ينظمها معرض فرانكفورت للكتاب بالتعاون مع معهد جوته واتحاد الناشرين المصريين ومبادرة أصوات عربية، بهدف دعم صناعة النشر فى مصر، وأدارها الناشر على عبد المنعم عضو اتحاد الناشرين حول بيع الكتب عبر الإنترنت بمشاركة من خبير التسويق الألمانى رينيه كول الذى أكد أن مواقع التواصل الاجتماعى لعبت دورًا فاعلا فى الترويج للكتب.
وأكد المهندس على عبد المنعم أنه لا مفر من العمل فى ظل التجارة الإلكترونية بعد تغير سلوك المستهلك خلال جائحة كورونا إلى جانب غزارة التطبيقات الإلكترونية وما تتيحه من فرص تدفع الجميع لمجاراة العصر الرقمى.
وأشارت رانيا حنا إلى أن جائحة كورونا تمثل نقطة فاصلة فى التجارة الإلكترونية فى العالم، حيث أدت إلى ارتفاع عدد المتسوقين إلكترونيا، لافتة إلى أن قطاع الترفيه يمثل 13% من حجم التجارة الإلكترونية وأن 3% فقط هو حجم التجارة الإلكترونية فى الكتب ضمن هذا الرقم الذى يدعو الى التفاؤل بحسب تأكيداتها.
ومن جانبها دعت عبير مجاهد من مكتبة معهد جوته، لناشرين المحترفين للانضمام إلى البرنامج ومتابعته لأن الهدف هو دعم الناشرين المصريين ونقل خبرات وتصورات الناشرين حول العالم لكيفية التغلب على صعوبات نشر وتوزيع الكتب فى ظل جائحة كورونا، والإضاءة على التجارب المصرية والعالمية الناجحة التى أثبت نموها خلال الجائحة.
وأوضحت رانيا حنا أن هناك 16 قطاعا استعمل الإنترنت كأداة من أدوات البيع، وتم تحويل 22% من جميع الزيارات عبر الإنترنت إلى منصات التجارة الإلكترونية إلى مبيعات، ونوهت إلى أن مبيعات الكتب عبر الإنترنت خلال مرحلة ما قبل فيروس كورونا، واجهت صعوبات فى مصر بسبب قلة الوعى بوجود مفهوم للتجارة الإلكترونية فى الكتاب، فضلا عن وجود منافسة غير عادلة مع العديد من صفحات فيس بوك المتخصصة فى بيع الكتب المقرصنة أو التى كانت تتيح الكتب مجانا بصيغة "بى دى إف" دون مراعاة لقوانين حماية الملكية الفكرية.
وعرضت رانيا حنا للعديد من البيانات التى ترى أنه قبل الجائحة كانت مشكلة فى زيادة الوعى بأهمية البيع عبر الإنترنت، حيث وجد مسوقو الكتب أنهم فى مواجهة سوق تعتمد على القرصنة بالأساس، وداخل وسط يقوم على عدم احترام الحقوق والاعتماد على قراءة "بى دى إف" ومن ناحية كانت شركات الشحن لا تقدم أسعار مناسبة.
وأكدت رانيا حنا أن خدمات التسويق الإلكترونى زادت خلال الجائحة كما تطور الوعى بأهمية التجارة الإلكترونية وقدمت شركات المتخصصة خدمات تنافسية لتطوير المنصات وبالمثل اتخذت شركات الشحن إجراءات أسهل لتيسير وصول الشحنات، كما كانت هناك وسائل دعم حكومى للتجارة الإلكترونية.
وأوضحت رانيا حنا ليس أمامنا خيار سوى مواصلة التحول الرقمى ودعم التجارة الإلكترونية وفى مجال الكتب لابد من وضع آليات لتحفيز القراء وإتاحة بيانات وصفية للكتب تشمل البيانات الرئيسية والوزن والتسعير، وتكلفة الشحن فضلا عن درجات الأمان للحفاظ على سرية بيانات العملاء وسياسات الخصوصية، معتبرة أن دقة البيانات تساعد على فاعلية عملية البيع.
ومن جهته قال رينيه كول الخبير الألمانى فى مجال تسويق الكتب إنه من الضرورى إيجاد معايير فى مجال تبادل البيانات إلكترونيا تبدأ من إعداد دليل واضح عن حجم الإنتاج السنوى من الكتب مصنفة بحسب موضوعاتها وخلفيات مؤلفيها، ولفت النظر إلى أن السوق الألمانى يعتمد على برنامج (أوينكس) الذى يشمل بيانات وصفية حول الكتب ومؤلفيها وهو صادر عن منظمة دولية معنية بالنشر، موضحًا أن معايير الأمان فى التعامل مع بيانات العملاء ضرورية فى التسويق الإلكترونى الذى يعتمد أساسا على احترام الخصوصية.
وتساءل كول عن الكيفية التى يمكن عبرها إيجاد محتوى عربى جيد على الإنترنت لأن السوق العربى واعدة جدا، وبداخلها دول تمكنت من إجراء عملية إحلال تكنولوجية، ونوه أن ألمانيا تعتمد فى تسويق الكتب على قاعدة بيانات وصفية دقيقة لكل الكتب اتى تصدر فيها، وهناك الدليل يصدر بشكل منتظم منذ العام 1970 ويتم تحديثه سنويا، وهو دليل يعطى نحو 100 معلومة عن كل كتاب وهو أساس تجارة الكتب فى ألمانيا.
ودعا "كول" الناشرين للتكاتف وبناء صفحات إلكترونية لتسويق منتجاتهم ولو بشكل جماعى لتقليل التكلفة فى تصميم المواقع أو الشحن والتخزين، كما أن علينا تقديم بيانات وصفية واضحة لأن ذلك يساعد دائما على زيادة فرص البيع والتسويق.