يعد البحترى واحدا من أبرز شعراء العربية (820 -892) ميلادية، ولد فى مدينة منبج قرب مدينة حلب فى واسمه الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخى الطائى، بدت عليه ملامح النبوغ فى الشعر منذ صغره فحفظَ أشعارًا كثيرةً وصار يردِّدها، سافر إلى مدينة حمص وعرض أشعاره على الشاعر أبى تمام فأثنى عليه وتوسَّم فيه النبوغ والنجاية، وبقى ينصحه ويوجهه لفترة طويلة.
أَتُراهُ يَظُنُّنى أَو يَرانى ناسِياً عَهدَهُ الَّذى استَرعاني
لا وَمَن مَدَّ غايَتى فى هَواهُ وَبلانى مِنهُ بِما قَد بَلاني
سَكَنٌ يَسكُنُ الفُؤادَ عَلى ما فيهِ مِن طاعَةٍ وَمِن عِصيانِ
شَدَّ ما كَثَّرَ الوُشاةُ وَلامَ الناسُ فى حُبِّ ذَلِكَ الإِنسانِ
رحلَ بعد ذلك إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية فى زمن الخليفة الواثق، وصار هناك شاعر فى بلاط الخلفاء العباسيين وهم: المتوكل، المنتصر، المستعين، المعتز بن المتوكل.
أَيُّها الآمِرى بِتَركِ التَصابى رُمتَ مِنّى ما لَيسَ فى إِمكاني
خَلِّ عَنّى فَما إِلَيكَ رَشادى مِن ضَلالى وَلا عَلَيكَ ضَماني
وَنَديمٍ نَبَّهتُهُ وَدُجى اللَيلِ وَضَوءُ الصَباحِ يَعتَلِجانِ
كان على صلة مع عدد من الوزراء والأمراء فى الدولة العباسية، إضافة إلى صلته مع مجموعة كبيرة من الولاة وقادة الجيش ورؤساء الكتَّاب وغيرهم.
بقى البحترى رغم تنقله مرتبطًا بمنبج وعلى صلة وثيقة فيها، وظلَّ يزورها باستمرار إلى أن توفّى فيها فى عام 898م.
كَيفَ لَم يَقبَلوا الأَمانَ وَقَد كا نَت حَياةٌ لِمِثلِهِم فى الأَمانِ
يا إِمامَ الهُدى نُصِرتَ وَلا زِلتَ مُعاناً بِالِيُمنِ وَالإيمانِ
عَزَّ دينُ الإِلَهِ فى الشَرقِ وَالغَربِ بِبيضِ الأَيّامِ مِنكَ الحِسانِ
وَاِضمَحَلَّ الشِقاقُ فى الأَرضِ مُذ طاعَ لَكَ المَشرِقانِ وَالمَغرِبانِ