يلقى العالم اليوم الضوء على مرضى التوحد، بقصد الاهتمام بهم ورعايتهم منذ الصغر، والتنبه المبكر إلى أبنائنا المصابين بهذا المرض، ومعتمد فى ذلك على دراسة قدمها المعهد الوطنى للصحة النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية ترجمها الدكتور محمد السعيد أبو حلاوة، وتقول الدراسة:
ما المقصود بـ التوحد؟
التوحد اضطراب بالدماغ يصيب أو يؤثر أساسا على قدرة الشخص المبتلى به على التواصل، وتكوين علاقات مع الآخرين، والاستجابة أو التجاوب المناسب أو الصحيح مع البيئة، ويدرج بعض من ذوى اضطراب أو إعاقة التوحد تحت وصف ذوى القدرات أو المستوى الوظيفى المرتفع وهم مجموعة من الأفراد التوحديين الذين لم يتأثر ذكاؤهم وكلامهم بالسلب بهذه الإعاقة، فى حين يدرج البعض الآخر تحت وصف التوحد المقترن بالتخلف العقلى، البكم، أو ذوى التأخر اللغوى الخطير أو الشديد.
ويجعل اضطراب التوحد بعض المصابين به منغلقون تماما على ذاتهم كمن يعيش فى شرنقة بداخل حدود ذاته فقط، فى حين يكون البعض الآخر ولعا أو لديه رغبة وميل قهرى لأداء سلوكيات نمطية تكرارية بصورة تعزلهم تماما عن السباق الذى يوحدون فيه كما قد يتبنون أنماطا جامدة بل شاذة.
وعلى الرغم من أن ذوى اضطراب التوحد لا يظهرون بالضبط نفس الأعراض وصيغ الخلل أو القصور، إلا أنهم يتشاركون فى مشكلات اجتماعية تواصلية حركية وحسية معينة تؤثر على سلوكهم بطرق معروفة أو يمكن التنبؤ بها.
وتقدم الدراسة بعض الفروق بين أطفال التوحد والأطفال العاديين منها ما يتعلق بمرحلة المهد فيما يتعلق بالتواصل، ولكنها تؤكد أن مثل هذه الأعراض لا يجوز على أساساها تشخيص الطفل بأنه مريض توحد، بل يجب أن يقوم بذلك أخصائي متخصص.
الأطفال ذوو اضراب التوحد يتجنبون التواصل البصرى، يبدون كما لو كانوا صما أو لا يسمعون، تنمو لديهم اللغة فى البداية ثم يتوقفون عن الكلام بصورة مفاجئة.
فيما أن الأطفال العاديين يتفحصون وجه الأم، تسهل إثارتهم بالأصوات، تزداد حصيلتهم اللغوية ويتسع بالتدرج استخدامهم لقواعد اللغة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية:
فإن الأطفال ذوى اضطراب التوحد، يتصرفون كما لو كانوا لا يدركون مجىء أو ذهاب الآخرين، يعتدون بدنيا أو يؤذون الآخرين بدون استفزاز أو تحريض مسبق، يتعذر التفاعل معهم إذ يبدون كما لو كانوا يعيشون فى قوقعة.
أما الأطفال العاديون فيبكون عندما تغادر الأم الحجرة ويخافون من الغرباء، ويتضايقون انفعاليا عندما يجوعون أو يحبطون، ويدركون الوجوه المألوفة والابتسامة.