انبهر العالم أمس، بالحفل الأسطورى لنقل 22 ملكة وملك مصرى من أعظم ملوك التاريخ، إلى مقر عرض مومياواتهم بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، وشهد الحفل غناء وعزف عدد من المقاطع باللغة المصرية القديمة من متون الأهرام فى نصوص كتاب الخروج فى النهار أو كتاب الموتى.
يحوى "كتاب الموتى - الخروج فى النهار"، عشرات البرديات التى تُصنَّف فى باب الأدب الجنائزى الفرعوني، وترجع إلى حقبة زمنية تمتد من عصر الدولة الحديثة وحتى سقوط الأسرة السادسة والعشرين التى حكمت من 1554 قبل الميلاد بعد تحرير البلاد من الهكسوس إلى 525 ق.م.
وكان علماء الحملة الفرنسية أول من قام بنسخ تلك النصوص، وفى العام 1842 درسها الألمانى لبسيوس، وهو أول من قرأ الكتابة الهيروغليفية بشكل صحيح، وهو كذلك أول من رقَّم تلك البرديات فى 165 فصلاً، ثم جاءت أول ترجمة لنصوص الكتاب على يد الألمانى إميل بروغش، وفى العام 1886 أصدر عالم المصريات نافيل ثلاثة مجلدات تحتوى على 71 فصلاً، وفى العام 1890 قام العالم الإنجليزى بدج ببحث مخزون المتحف البريطانى من هذه النصوص ونشر ترجمة لبردية "أني" فى العام 1898، وبعدها توالت الترجمات والأبحاث ولم تتوقف حتى الآن.
يقول عالم الآثار المصرية سليم حسن، إن هذا الكتاب يحتوى على عدة فصول وتعاويذ تساعد المتوفى فى آخرته، وتعاونه على الحساب أمام الإله الأكبر "أوزير"، وكذلك لخروجه ودخوله فى القبر وسياحته إلى عالم الآخرة، وهذه الفصول وجدت مكتوبة على بردى موضوعة مع المتوفى فى تابوته منذ الأسرة الثامنة عشر، وتعتبر هذه التعاويذ المرحلة الثالثة فى نمو الأدب الدينى عند المصريين، ومعظمها يرتكن على السحر، كما يمتاز هذا الكتاب بأنه يحتوى على متون دينية من العصر المتأخر ولكنها مترجمة.
ويتكون كتاب الموتى من 200 فصل، ويصف الكتاب الأماكن المختلفة التى تعبرها روح المتوفى، وكذلك المواقف والكلام الذى يقال لحرس الأبواب، وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور، وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أى إله كحامٍ له، ليكتسب صفاته، لأنه كان يخاف من الأرواح الشريرة أن تأخذ فمه فلا يستطيع التحدث مع الآلهة، أو أن تسلب منه قلبه، أو أن تقطع رأسه، أو أن تجعله يضل طريقه، لذلك كان عليه تلاوة هذه الأوراد أو التعاويذ لتساعده فى اتقاء شر الأفاعى والذبابات الهائلة وكل أنواع المساوئ التى تسعى لإهلاكه فى العالم الآخر، وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى الأبواب التى ستوصله إلى الحياه مره أخرى فى العالم الآخر.
ومن أشهر فصول كتاب المتوفى، الفصل السابع عشر، والفصل 125 والذى يمثل محاكمة المتوفى فى العالم الآخر، حيث يمثل الإله أزوريس ومعه 42 قاضيا ومجموعة من الآلهة وهم يقمون بوزن قلب المتوفى لمحاسبته على أعماله المتوفى يقوم بذكر الأعمال الخيرة التى قام بها .
وكان نساخ قدماء المصريين ينسخونها على أوراق البردى ويزيدون عليها بعض الرسوم الملونة، وقد عثر على نسخ كثيرة جداً فى القبور التى اكتشفها علماء الآثار المصرية، وكان العالم الألمانى ليسيوس هو أول من ترجم كتاب الموتى ونشر ترجمته سنة 1842م.